للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وشارحها، ثم رجع إلى بلده، وشرع يُدَرِّسُ ويفيد، وكان عالمًا عاملًا، ورِعًا صالحًا، زاهدًا له شهرةٌ وذكرٌ عالٍ، لِما جَمَع من العلم، والعمل، والتقوى، ومَدَحَهُ الأفاضل بالنظم والنثر، وكانَ خَطُّه نَيِّرًا مضبوطًا، وهو من بيتِ علمٍ وفضلٍ ولجدِّه محمدٍ رَدٌّ أجادَ فيه، رَدَّ به على محمدٍ بنِ عبد الوَهَّاب، وإياهُ عَنَى الشيخُ محمدٌ بنُ فيروز بقوله في إجازته للمتَرْجَم:

وَجَدُّهُ الأَجَلُّ ممن قمعا … مبتدعَ العارض فيما ابتدعا

إلى آخر القصيدة، وتوفي المُتَرْجَمُ سَنَةَ ستٍّ وعشرين ومئتين وألف في بلد الزُّبَيْر، وكانَ والدُهُ وجَدُّ والدِهِ من أهل العِلْمِ والفَضْل. انتهى المراد من ترجمتهِ الطويلةِ كعادتِهِ في تراجم المناوئين لشيخِ الإسلام محمدٍ بن عبدِ الوَهَّاب رحمه الله.

٢٧٧٨ - (ت ١٢٢٨ هـ): محمدٌ بنُ محمد زيتون بنِ حسن بنِ هاشمٍ الجَعْفَريُّ، النَّابُلُسي، العَلَّامةُ، الفاضِلُ، الفقيهُ، الفَرَضِيُّ، الحنبلي.

ذكره ابنُ الشُّطِّي في "مختصره" (١) وقال: هو أديبٌ شاعرٌ، فقيهٌ فرضيٌّ، ولد بنابُلُس سَنَةَ ستٍّ وخمسينَ ومئة وألف، ونشأ بها، وتَفَقَّه على والده الشريف زيتون المتقدم ذكرُه، وعلى العَلَّامَةِ الشيخِ محمدٍ السفاريني، وأخذَ الحديثَ عن السَّيِّد محمدٍ مرتضى الزبيدي، ورَحَل إلى دمشقَ فأخذ عن الشِّهابِ أحمدَ العَطَّارِ وغيرِهِ، ثم عاد إلى نابُلُس، وأقام بها يدرِّسُ ويفيدُ، وكان مقبولَ الشفاعَةِ عند حُكَّامها، مسموعَ الكلمةِ بين أهلها، وَلما كانت حادثةُ الوَهَّابِيَّة في الدِّيَار الحِجَازِيَّة وصُدَّ الحاجُّ الشامي عن دخولِ مَكَّةَ سَنَةَ اثنتي عشرة ومئتين وألف أوفَدَهُ أسعد باشا العظم وَالي الشَّام وَقْتئِذ هو والشيخَ إسماعيلَ القدومي إلى رئيسهم الأمير ابن سعود فردا عليهم في قِصَّةٍ طويلةٍ كانَ فيها ما كان، ثمَّ صَنَّفَ المترجَمُ رسالةً في ذلك وحجَّ في تلك السَّنَة، وعاد إلى وَطَنِهِ وما زال على حالته المرضية، وطريقته السَّوِيَّة إلى أنْ توفيَ، وكانت وفاتُه سَنَة ثمانٍ وعشرينَ ومئتين وألف، وله


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ١٧٧.