إلى بَلَده بُرَيْدة، ثم ارْتَحل عن بُرَيْدَة إلى عُنَيْزَة في حُدُود سنةِ ثلاث مئة وأَلْف، ولم يَزَلْ إمامًا في مَسْجد بعُنَيْزة ويُسَمى مَسْجد الجديدة، ودَرَّس قَلِيْلًا، ولكنه مدْيم "للمَوْعِظَة في مَسجِده، وقرأ في الفِقْه على الشَّيخ صَالح بن عُثْمان القاضي وغيره، وأخذ عَنْه طائفةٌ من أجَلِّهم الشَّيخ عَبْد الرَّحَمن بن ناصر بن سَعْدي وغيرُه.
٣٠٢٠ - (ت ١٣٦٠ هـ): الشَّيخ عَبْد الله بن محمَّد بن مَانِع، النَّجْدِيُّ الحنبليُّ.
تُوُفِّي في شعْبان، سنةَ ستِّين وثلاث مئةٍ وألْفٍ.
٣٠٢١ - (ت ١٣٦١ هـ): الشَّيخُ يُوسُف بن يَعْقُوب بن محمَّد السَّعْد النَّجْديُّ الحنبليُّ.
قال في "زَهْر الخَمَائِل": ولد سنةَ ثمانٍ وثمانين ومئتَيْن وألْفٍ، وقرأ القُرآن على وَالِدِه الشَّيخ يَعْقُوب، وأخذ العِلْم عَن وَالِدِه، وعَن الشَّيخ عَبْد الله بن مُسْلم، والشَّيخ ابن بُلَيْهِد، وكان حَريْصًا على طَلَب العِلْم، حتَّى حَصَل على طَرَفٍ صَالحٍ منه، وكان ديِّنًا فاضلًا، ذا سَمْتٍ حَسَنٍ، حافظًا للقُرْآن وَمُجَوِّدًا، وكان يَنُوب عَن أخيه الشَّيْخ عُمرَ اليَعْقُوب عِنْد غَيْبَته، وكان شَديْدًا على صَاحِب المنْكَر إذا رآه، لا يَتَجَاوزُه حتَّى يُنْكِر عَلَيْه بالقَوْل أو بالفِعْل. مات سنة إحدى وستيْن وثلاثِ مئةِ وألْفٍ عن سَبْعِيْن سنةً. انتهى.
قال في "زَهْر الخَمَائِل": لَمْ أقفْ على وِلادَتِهِ، قرأ القُرآن على الشَّيْخ عَوَض الحَجِّي، وتعَلَّم العِلْم على مَن في زَمَنِهِ مِن العُلَماء، وكان حريصًا مُجْتَهِدًا، حَصَّل في الفِقْه والفَرَائض ما لَمْ يُحَصِّلْه غيرُهُ، كان يتَعَاطى البَيْع والشِّراءَ، ولَمْ يَمْنَعْه ذلك عن طَلَب العِلْم وحُضُور مَجَالِسِهِ، وكان إمامًا في مَسْجِد الجبارةِ بَعْد حَمَّاد الجَار الله، وعبد الله العَبْد الرَّحمن الملق، وكان حَسَنَ الصَّوْت مَحْبُوبًا عِنْدَ أهْل المَسْجِد، والذي يَظْهَر أنَّه ماتَ سنةَ إحْدَى وسِتَّيْن