ولد في بَلْدَة السَّلَميَّة من أعمال الخَرْج، جَنُوبي مَدِينَة الرِّيَاض، سنةَ سَبْعين ومئتَيْن وأَلْف، ونشأ بها، وتَعَلَّم بها القُرآن والكتابة، ثم أخذ في طَلب العِلْم، فقرأ على الشَّيخ عَبْد الله بن محمَّد الخَرْجيِّ، القاضي بالسَّلَميَّة، ثم رَحَل إلى قَطَر وعُمَان، فأخذ بأم القيوين من بُلْدان عُمَان عن الشَّيخ أحمد الرجبانيَّ الحَنْبليَّ، وفي قَطَر عَن الشَّيخ محمَّد بن عَبد العزيز بن مَانِع، ورَحَل إلى الأفلاج للأخذ عن الشَّيْخ سَعْد بن عَتِيْق، فقرأ عَلَيْه في التَّوْحيد والحَدِيْث والفِقْه، حتَّى صار له إِلْمامٌ بهذه العُلُوم كُلِّها، ثم انتقل إلى الحَوْطة، حَوْطة بَني تَميْم، ثم سَافر إلى قَطَر، فَسَكَنها مُدَّةً يتَّجر باللُّؤلؤ، ولمَّا استَوْلى جَلَالة المَلِك على الأحْساء في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئةٍ وألفٍ، تَقَدَّم إليه مُهَنَّئًا إيّاه بقَصِيْدةِ، فأكْرمَهُ جَلَالةُ المَلِك، ومن ذلك الحِيْن لجأ إلى كَنَفِهِ وتفْيَّأُ ظِلَّه، ورَجَع إلى وَطَنه الحَوْطَة، وكان شَاعرًا بَلِيْغًا وأديبًا، حسن الأخلاق، كريمًا فَوْقَ الوَصْف، تقيًا صالِحًا مُتَوَاضِعًا، شُجَاعًا عالي الهمة، عفِيْف اللّسَان، وكانت أشعاره في المَديحِ والحَمَاسَة، ولَيْس فيها هَجْوٌ أو مُجُون، وآخر قصِيْدةٍ قالها في سَنَةِ خمسٍ وخمسين وثلاث مئة وألْف، وله من العُمْر خَمْسٌ وثمانون سنةً، ثم ترك الشِّعْر وتفَرَّغ للعِبَادَة، حتَّى وافاه أجَلُه ثامنَ ذي الحِجَّة، سنةَ ثلاثٍ وستِّيْن وثلاث مئةِ وألْف، وله ثلاث وتِسْعُون سنةً، رحمه الله، وقد جمع شعره في دِيْوان، وطُبع.
وُلِدَ في بَلَدِ بُرَيْدة ونشأ بها، وأخذ العِلْم بها عن عِدَّة مشايخ، من أجَلِّهم وَالِدُه الشَّيخ محمَّد بن عَبْد الله السَّلِيْم، والشَّيْخ محمَّد بن عمر بن سَلِيْم، والشَّيْخ عَبْد العزيز بن عَبْد الرَّحمن بنِ بشر، والشَّيخ حسَن بن حُسَيْن بن الشَّيخ، وبَرَع في العُلُوم، وتميَّز في الفِقْه والفَرَائض والنَّحْو، وشارك في الحَدِيْث والأدب، وسائر الفُنون، وكان رحمه الله على جانبٍ عظِيْم مِن العِلْم والعَمَل،