للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في مجلَّدٍ لطيفٍ وهو عندي بقلمه، وَرَثَيْتُهُ بقصيدةٍ أبياتُها ثمانونَ بيتًا على رويِّ القاف، رحمه الله.

وذكره الزِّرِكْلِي في "أعلامه" (١).

٢٩٧٦ - (ت ١٣٤٦ هـ): حمد بن محمدٍ الخطيب النَجْديُّ، الحَنْبَليُّ، المعروف بأبي عرف، العَالمُ العَلَّامَةُ، القاضي الفقيهُ.

ولدَ في بلد حائل، ونشأ بها، وطلبَ العِلْمَ على علمائها فحصَّل واستفادَ، وبلغ المُنى والمراد، ومن أجَلِّ شيوخِهِ الذينَ أَخَذَ عنهم، وتَلقَّى العلمَ عنهم، وتخرَّجَ بهم الشيخُ صالحٌ بنُ سالم، وكان المترجَمُ كاتبًا حسنَ الخط، نيِّرَهُ جدًا بحيث إنَّهُ بلغَ فيه الغَايَةَ، وكان موصوفًا بالشجاعة والذَّكاء، وحسنِ الخلق، والكرمِ، وقد تقلَّبَ في ديوان آل رشيد أمراء حائل في وظيفة الكتابة، وتولَّى عدَّةَ وظائف هناك، ولمَّا فتحَ جلالةُ الملك عبدُ العزيز بنُ عبدِ الرَّحمن حائل، ثم الحجازَ سنة أربع وأربعين جَعَلَهُ قاضيًا في مكَّةَ، فسارَ في القضاءِ سيرةً حسنةً جدًا، وكانَ محبَّبًا إلى الناسِ ذا حَظٍّ من عبادةٍ، وتقى، ووَرَعٍ، وتهجُّدٍ، وانجماعٍ عن الناس، وكتب عدَّةَ كتبٍ بقلمه النيِّرِ المضبوطِ، وبالجملة فهو من علماءِ نجد الأخيار رحمه الله، وقد أَصيبَ بمرضٍ اضطرَّهُ إلى السَّفر إلى مِصْرَ للمعالجة، فوافاه حِمَامُهُ فيها، وتوفي هناكَ في شهرِ ذي الحجة سَنَة ست وأربعين وثلاث مئة وألف عن ستين سنة تقريبًا رحمه الله رحمة واسعة.

وقد ذكره في "زهر الخمائل فقال: ولدَ سَنَةَ ستٍّ وستين ومئتين وألف، وقرأ القرآن بحائل، وتعلم على علمائها حتى أدرك وحَصَّل، فقد كان له إلمامٌ بكلَّ فنٍّ من معاني، وبديع، وبيان، وحديث، وأصول، والفقه، وأصوله، والنحو، والفرائض، والعروض، غير أنَّه لا يقول الشعر، وكان عاقلًا فطنًا، لطيفًا لينًا، متواضعًا على أنَّه تولَى منصب الكاتب الخاص لآل الرشيدِ وربما أحالوا عليه بعض القضايا الهامة للنظر فيها وإبداء رأيه كانَ يتعرَّضُ للسُّوَّاح


(١) الأعلام: ٤/ ٣٧.