صفوان بن أمية أدراعًا، فقال له: عارية مؤداة؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "العارية مؤداة". فسكت يزيد وصار إلى قول أحمد.
وقال خلف بن سالم: كنا في مجلس يزيد بن هارون، فخرج يزيد مع مستمليه، فتنحنح أحمد بن حنبل، فضرب يزيد بيده على جبينه وقال: ألا أعلمتموني أن أحمد ها هنا حتى لا أمزح.
وقال أحمد بن سنان: ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيمًا منه لأحمد بن حنبل، ولا رأيته أكرم أحدًا إكرامه له، وكان يقعده إلى جانبه إذا حدثنا، وكان يوقره، ولا يمازحه، ومرض أحمد فركب إليه يزيد بن هارون وعاده.
ومنهم: إسماعيل ابن عُلَيَّة:
فقد كان إسماعيل إذا أقيمت الصلاة قال: هنا هنا أحمد بن حنبل، قولوا له يتقدم.
وتكلم إنسان في مجلسه يومًا، فضحك إنسان، وأحمد حاضر في المجلس، فغضب إسماعيل وقال: تضحكون وعندي أحمد بن حنبل.
[ومنهم عبد الرزاق بن همام]
قال عبد الرزاق: ما رأيت أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل.
وقال أيضًا: ما قدم علينا أحد كان يشبه أحمد بن حنبل. وقال أيضًا: ما قدم علينا مثله. وقال أيضًا: رحل إلينا أربعة من رؤساء الحديث؛ الشاذكوني وكان أحفظهم للحديث، وابن المديني وكان أعرفهم باختلافه، ويحيى بن معين وكان أعلمهم بالرجال، وأحمد بن حنبل وكان أجمعهم لذلك كله.
وقال أيضًا: كَتَب علي ثلاثة لا أبالي أن لا يكتب علي غيرهم: ابن الشاذَكوني من أحفظ الناس، ويحيى بن معين من أعرف الناس بالرجال، وأحمد بن حنبل من أزهد الناس.
وقال أيضًا: إن يعِشْ هذا الرجل يكن خلفًا من العلماء، يعني أحمد بن حنبل.