للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دمشقَ، وقرأ القُرآن العظيمَ، وشرعَ في طَلب العِلم، فأخذَ الفِقه والعَربيَّةَ عن الشَّيخِ الإمام أبي المَوَاهِبِ الحَنبليِّ، فقرأَ عليه كتابَ "المُنتهى" بطرفيه، و"الإقناع" وقرأ على وَلده أبي الفضل عَبدِ الجَليلِ، وعلى الإمام عَبدِ القَادِر التَّغلِبيِّ، وأجازُوا له بخُطوطِهم، وأخذَ الحديثَ عنِ الشَّهابِ أحمد بن عبدِ الكَريم الغَزِّي العَامِريِّ، والشَّمسِ محمد بنِ عليَّ الكامِلِيَّ، والمَلا إلياس بن إبراهيم الكُوراني، وغيرِهم. ونبُلَ قَدرُهُ، وغزَر فضلُه، ودرَّس في الجامعِ الأُمويِّ بعدَ وفاةِ مَشايخه، وأقبلَت عليه الطَّلبةُ، وكانَ يُقرئ في الفِقه والعربيَّة واشتهَر بالفُتوح، فصارَ يغلِبُ عليه الصَّلاحُ والتَّقوى، ووعَظَ بالجامِع المَذكُور على الكُرسِيِّ. وكانَ محلُّ وعظه وكرسيه تجاه بَيت الخَطابَة، وكانَ النَّاسُ يَزدَحِمُون على سَماع وعَظِه، ويتبرَّكُونَ بتقبيلِ يَدِهِ والانتماءِ إليه، وكانَتْ وَفاتُه بدمشقَ، سنةَ ثمانٍ وسِتِّين ومئة وأَلف. انتهى.

وذكره صاحِبُ "السُّحب الوابلَة" (١)، وقال: برَعَ في الفِقه والأُصولِ والفَرائِض والحِساب. قال السَّفارِيني: وكانَ فيه نهاية، وشاركَ في عُلومِ العربيَّة، أخذَ عنه جَمعٌ مِنَ الأفاضِل، منهم: الشَّيخُ السَّفاريني. انتهى.

٢٧٠٤ - (ت ١١٦٩ هـ): أحمد بنُ ذَهْلَان بنِ عَبد الله بنِ محمدِ بنِ ذَهْلان المقرني، المُتَّصلُ النَّسب بسيِّدنا خالدِ بنِ الوَليد رضي الله عَنه، الحَنبليُّ.

ذكره الغَزِّي (٢)، وقال: هو الشَّيخُ الفاضِلُ، العَالِم الفَقيه، النُّخبةَ العُمدَة، الحَنبليُّ، مُفتي البِلاد النَّجديَّة، والدِّيار الأحسائِية، أبو العبَّاس، شهاب الدِّين، ولِدَ في بَلدةِ مقرن، ونشأ في حجر والدِهِ، وتلا عليه القُرآنَ العظيمَ، وأخذَ عنه الفِقهُ وغيرَه، وأخذ أيضًا عن عالمِ البِلاد النَّجديَّة ابنِ سُحَيم النَّجديِّ، وبَرعَ، وفضَلَ، وصارت فيه البَركَةُ التَّامة في الفِقه، ولم يزلْ على طَريقته المُثلى حتَّى توفِّي، وكانَ قد وَليَ القَضاءَ ببلادِ نَجد، وإفتاءها، وسارَ في ذلك سَيرًا حسنًا، وكانَتْ وفاتُه سنَة تسعٍ وسِتِّين ومئة وألف، ودُفِنَ هُناك. قال الغُزِّي: هكَذا أملى


(١) السحب الوابلة: ٢/ ٨٠١.
(٢) النعت الأكمل: ٢٨٨.