للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بحروفه. وقد تقدَّمَت ترجمةُ والدِهِ عُثمان سنةَ اثنتين وأربعين ومئتين وألف. وقال في "زهر الخمايل": إنه تولَّى أيضًا قضاءَ عَسِيرٍ وعُمان، وغيرهما.

٢٨٤٥ - (ت ١٢٧٤ هـ): عَبد العزيز بن سُلَيمان بن عبد الوهَّاب بن علي، النَّجْدِيُّ التَمِيْميُّ الحَنْبليُّ، ابن أخي الشَّيخ محمد بن عبد الوَهَّاب.

ذكره صاحب "السُّحب" (١) وقال: كان من الفُضَلاء الأتقياء النجَبَاء، من أهْل الوَرَع البَالغ في زمنه إلى الغَاية. بحيث يُطلَق عليه في عَصْره أورَع أهْل زمانه، وأخبرني عَمِّي عُثْمان، وهو من طَلَبة العِلْم، وله اعتقادٌ عظيمٌ في الشَّيخ المذْكُور، لعبادَتِهِ وزِهْده، ووَرَعِهِ وصَلَاحه وتقواه. قال: رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في النَّوم، كأنَّه في مَسْجِدِنا مَسْجِد الجَوْز، غربي عُنَيْزَة، وكان الشَّيخ عَبْد العزيز المذكور يُصَلِّي قدَّامه فجئت إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وسَلَّمت عَلَيه، وجَلَسْت عِنْده فقال: هذا، وأشار إلى عَبْد العزيز، أورعُ أهْل وَقْته، أو من أوْرَع، الشَّكُّ من عَمِّي، فقُلْت: يا رَسُول الله، كابن عُمَر في زَمَانه؟ فقال: نعم، فكتبتُ للشيخ أبَشِّره بذلك، فكَتَب إليَّ ما مَعْناه إني لست من أهْل هذا القَبِيْل، ولكنَّ حُسْن ظنَّك بالفَقِير أراك هذا، وإن كانت رؤيا النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَقًّا، فالرُّؤْيا تسرُّ الْمُؤمن ولا تَضُرُّه، أو نحوًا من هذا الكَلَام، وقد رأيت مكْتُوبه هذا عند عَمِّي، وخَطُّهُ في غَايةِ الحُسْن والنُّورانِيَّة، وأصيب بوَلَدِهِ الأدَيبِ الفَاضِل الذَّكي الشَّيخ محمد، فَصَبَر واحتسب. وتُوُفِّي المُتَرْجَمُ سنةَ أربعٍ وسَبْعين ومِئَتَيْن وأَلْف تقريبًا. انتهى.

٢٨٤٦ - (ت ١٢٧٤ هـ): حسن بن عُمَر بن مَعْرُوف، الشَّطِّي الحَنْبليُّ.

ذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره" (٢) وقال: هو فَرَضيٌّ فَقِيْهٌ، بغداديُّ الأَصْل، دِمَشْقيُّ المَوْلِد، ولد بدِمَشْقَ سنةَ خَمْسٍ ومِئتَيْن وألف، في شَهْر صَفَر، ونشأ في حِجْرِ وَالِدِهِ، وتُوُفَّي والدُه سنةَ ثمان عَشْرة ومئتين وألْف، فأخذ في طَلَب العِلْم، وأدْرك الشَّمس محمد الكزبريَّ، والشِّهاب أحمد العَطَّار، فأخذ عنهما وتَفَقَّه على الشَّيخ مُصْطَفى السُّيُوطيِّ، والشَّيخ غَنَّام النَّجْديِّ، وحَضَر في


(١) السحب الوابلة: ٢/ ٦٨٠ في ترجمة أخيه عبد الوهاب، ولم يذكر فيه تاريخ وفاته.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ١٨٨ - ١٩١.