بعد أبيهِ على مُنَيْخ والزُّلْفِي، وكان محمودَ السِّيرة، عالمًا فاضلًا، ورعًا زاهدًا، توفي في بلد المَجْمَعَةِ في شهر شوال، سنةَ ثلاثٍ وسبعين ومئتين وألف. انتهى ما ذكره ابن عيسى في "ذيله" المذكور.
ولعله غَلِطَ والصَّواب: عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبار، فقد رأيت بخط العلَّامة سُليمان بن حمدان، ما نصُّه:
عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبار بن شبانة الوَهَيْبي التَّميمي، الشيخ العالم، الفاضل، قاضي بلد المجْمَعَة وكافَّةِ قرى سُديْر والزُّلْفي، قرأ على أبيه الشيخ عثمان، وعلى العلامةِ الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وعلى الشيخ حسن بن حسين بن محمد، وأجازه بالإفتاء، وأثنى عليه في إجازتِهِ، وكان عالمًا فاضِلًا، تولَّى القضاءَ في بلد المجْمَعَةِ وسُدَيْر والزُّلْفِي بعد وفاة والِدِهِ من قِبَلِ الإمام تُرْكي بن عبد الله بن محمد بن محمد بن سُعُود، وذلك في سنة اثنتين وأربعين ومئتين وألف، وبَقِيَ في القضاءِ إلى أن توفي الإمامُ تُرْكي، وتولَّى بعدَهُ ابنُه فيصل فولَّاه قضاءَ الجبلِ، فأقام هناك ثلاثةَ أشهرٍ، حتى انقضَى الموسِم، ثم أَذِنَ له بالرُّجوع إلى بَلَدِهِ المَجْمَعَة، واستمرَّ قاضيًا على بُلدان مُنَيْخ والزُّلْفِي إلى أن توفي في شوال، سنةَ ثلاثٍ وسبعين ومئتين وألف في بلد المَجْمَعَة رحمه الله.
وقد وجدت إجازة الشيخِ حسن بن حسين بن محمد له، وهذا نصُّها:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أما بعد، حمدًا لله تعالى، فقد قرأ عليَّ الشيخُ عبد العزيز بن عثمان جملةً من كتاب "المنتهى" في الفقه على مذهب إمامنا المُبجَّل أحمد بن حنبل، فإذا لديه بحَمدِ اللهِ تعالى من التَّحصِيلِ ما نَظَمه في سِلكِ التَّأهل للدُّخول في الفتوى بمحل ولايةِ والِدِهِ رحمه الله تعالى، فأجزته بشرطه في الإفتاء بما يَعْلَم وتَرْكِ تكلُّفِ ما سِواه، وأوصيهِ بتقوى الله تعالى، وتحرَّي العدلِ، والتَّثَبُّتِ ومشاوَرَةِ الأخوين عبد الرحمن وعثمان فيمَا يُشكِلُ، وعليهما شدُّ أزرِهِ، والله ولي التوفيق، وكتبه الفقيرُ إلى الله تعالى حسنُ بن حسين بن محمد، عفا الله عنه، وصلَّى الله على سيِّدنا محمدٍ وآلِهِ وسلم، بتاريخ شهر شعبان سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئتين وألف، وعليها ختم المُجِيز الذَّاتي. انتهى