للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثلاثاء ثالث شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وتسع مئة ودفن في الجبيلة.

٢٥٧٨ - (ت ٩٤٩ هـ): قاضي القضاة شهابُ الدينِ أحمدُ بنُ عبدِ العزيز ابنِ علي الفتوحي، الحنبلي، المعروف بابن النجار.

ذكره ابن العماد (١) وقال: هو الإمامُ العَلَّامةُ، شيخُ الإسلام، ولد سنةَ اثنتينِ وستينَ وثمان مئة، ومشايخُه تزيد على مئة وثلاثين شيخًا وشيخةً، وكان عالمًا عاملًا، متواضِعًا طارحًا للتكلُّفِ، سَمِعَ منه ابنُ الحنبلي حينَ قَدِمَ حَلَبَ مع السُّلْطَان سليم سَنة اثنتين وعشرين وتسع مئة المسلسل بالأوَّليَّة، وقرأ عليه بالصرف وأجازَهُ بالقاهرة إجازة ثانية بجميع ما تجوز له، وعنه روايته بشرطه كما ذكره في تاريخه. وقال في "الكواكب": ذكر والدُ شيخِنا أنَّه لمَّا دَخَل دمشقَ صَحِبَهُ الغوري هو وقاضي القضاة كمالُ الدين الطويل، الشَّافِعِيُّ، وقاضي القُضَاة عبد البر بن الشحْنَة الحنفي، وقاضي القضاة المالكي، هُرِعَ إليهم جماعةٌ للأخذ عَنْهُم لعُلُوَّ أسانيدِهم، وكان ذلكَ في أوائلِ جمادى الأُوْلى سَنَةَ اثنتينِ وعشرينَ وتسع مئة، وذكر الشَّعراوي أنَّ صاحبَ التَّرْجَمَة لم يلِ القضاءَ إلَّا بَعدَ إكراهِ الغُورِي له المَرَّةَ بعد الأخْرَى ثم تركَ القضاءَ في الدَّوْلَة العُثْمانيَّة، وأقبلَ على العبادة، وأكَبَّ على الاشْتِغَالِ في العلم حتَّى كأَنَّه لم يشتَغِل بعلم قطُّ، مع أنَّه انتهتْ إليه الرياسةُ في تحقيقِ نُقُولِ مذهبه، وفي علوم السُّنَّة في الحديث والطبَّ، والمعقولات، وكان في أوَّلِ أمرِهِ يُنْكِر على الصُّوفِيَّةِ، ثمَّ لمَّا اجتمعَ بسيدي علي الخَوَّاص وغيره أذْعَن لهم، واعتقدهم، وصارَ بعدَ ذلكَ يتأسَّفُ على عَدَمِ اجتماعِهِ بالقوم في أوَّلِ عُمُرِهِ، ثم فُتِحَ عليه في الطريق، وصارَ له كشفٌ عظيمٌ قبلَ موتِهِ، وتوفي بمصر سنة تسعٍ وأربعين وتسع مئة. انتهى.

وذكره ابنُ الشطي في "مختصره" (٢) وقال: هو أحمدُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ علي بنِ إبراهيمَ بن رشد الفتوحي، المعروف بابن النجار، الشيخُ الإمامُ، شيخ الإسلام، شهابُ الدين، قاضي القضاة الحنبلية، بالدِّيار المِصْرِيَّة، الحبرُ الفقيهُ،


(١) شذرات الذهب: ٨/ ٢٧٦.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٩١.