للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مناظرةٌ ومشاجرةٌ، وصنَّفَ ابنُ عَطوة مصنَّفًا ردًا عليه في فُتياه بأنَّ التمرَ المعجونَ إذا عُجِنَ لا يُخرجُهُ عن عِلَّةِ الكيل، وكذلك وقعَ بينَه وبينَ عبد الله بن أحمدَ شيءٌ من ذلك فردَّ عليه الشيخُ ابنُ عَطوة وسجَّل على ردَّه في ذلك القاضي ابن القاضي عليُّ بن زيد قاضي أجودَ بنِ زامل صاحب الأحْسَاء، والقاضي عبدُ القادر بنُ زيد المشرقي، والقاضي منصور بن مصبح، وعبدُ الرَّحمن بن مصبح، والقاضي أحمدُ بنُ فَيْرُوز بنِ بَسَّام، وسلطانُ بنُ إدريس بنِ مغامس، وكل هؤلاء في زمن أجود بن زامل العامري العقيلي ملك الأحْسَاء ونواحيه، وكان ابنُ عطوة كثيرَ النقل عن شيخهِ العَسْكَرِي، وله فتاوى كثيرةٌ، وصنَّف التحفة البديعة، والرَّوْضَة الأنيقة. توفي سنة ثمانٍ وأربعين وتسع مئة، ودُفِنَ في بلد الجُبَيْلَة المعروفة بالعارض. انتهى.

وذكره صاحبُ "السحب الوابلة" (١) وقال: هو أحمدُ بنُ يحيى بنِ عطوة بنِ يزيدَ التميمي، النَّجْدي مولدًا وسكنًا، ولدَ في بلدة العُيَيْنَة، ونشأ لها، فقرأ على فقهائِها، ثم رحل إلى دِمشقَ لطلب العلمِ فأقام بها مدَّةً، وقرأ على مشايخها منهم الشهاب أحمدُ بن عبدِ الله العَسْكري شيخ مُوسى الحجاوي، وتخرَّج بهِ وانتفعَ وقرأ على غيره كالجمال يوسف بن عبد الهادي، والعلاء المَرْدَاوي، وتفقَّه ومَهَرَ في الفِقه، فأَجازه مشايِخُهُ وأثنوا عليه فرجعَ إلى بلدِه موفورَ النصيب من العلم، والدين، والورع، فصارَ المرجع إليه في قطرِ نجد، والمشار إليه في مذهب الإمام أحمد ابن حنبل، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ من أهلِ نجد تفقهوا عليه وألَّفَ مؤلفاتٍ عديدة منها "الرَّوضة"، ومنها، التحفة" ومنها "درر الفوائد وعقيان القلائد"، وله تحقيقاتٌ نفيسةٌ وتدقيقاتٌ لطيفةٌ، ومن كتبه الرِّسَالة المسماة "طرف الطرف في مسألةَ الصوتِ والحَرْف"، توفي ليلةَ الثلاثَاء ثالث رمضان سنةَ ثمانٍ وأربعين وتسع مئة، ودُفِنَ بمقبرة الشهداء من الصحَابة في الجُبَيْلَة. انتهى.

ورأيتُ بقلمِ الشيخِ سليمان بنِ حمدانَ ما نصُّه: قال المنقور في مجموعه: توفي الشيخ شهاب الدين أحمدُ بنُ يحيى بن عطوة بن زيد التميمي الحنبلي ليلة


(١) السحب الوابلة: ١/ ٢٧٤.