للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن العماد (١): تَفَقَّه في الأصلين، والحساب، والهندسة، والجبر، والمقابلة، ورحل في طلب العلم إلى هَمَذَانَ، وصَنَّفَ وعُنِيَ بالحديث والفرائض، والحساب، وسَمِعَ ممن لا يحصى، وسَمِعَ منه جماعةٌ لا تُحصى، منهم ابن دلف، وابنُ القَطِيْعِي، وبالغ في مَدْحِه والثناءِ عليه.

وذكر ابن النجار أنَّه لم يكن في ولايته محمودًا، وقد علمت أنَّ الناسَ لا يجتمعون على حَمْدِ شخصٍ ولا ذَمِّهِ، وأما أبو شامةَ فإنه بالغ في ذَمِّه والحَطِّ عليه بأمورٍ لم يُقِمْ عليها حُجَّةً، وكذلك ابنُ شهبة في "تاريخ الإسلام" فإنَّه قال بعد أن أثنى عليه: غير أنّه شانَ فضيلته برأيه الفاسدِ، وأفعاله السَّيِّئَة فإنَّه خَرَّبَ بَيْتَ عبدِ القادر الكِيْلاني وَشَتَّتَ أولادَه، ويُقال: إِنَّه بعث بالليل مَنْ نبَشَ قَبْرَ الشيخ عبد القادر الكِيْلاني، ورمى عظامَه في دِجْلَة وقال: هذا وَقْفٌ مَا يَحِل أنْ يُدفنَ فيه أَحَدٌ.

ولما اعتقله الخليفةُ كتبوا فيه فتاوى بأَنَّه كان سَبَب هزيمةِ العَسْكر، فذكروا أشياءَ، فأفْتَوا بإباحة دَمِهِ فَسُلِّمَ إلى الوزير ابنِ القصاب، واعتقله في بيتٍ للسلاح، فأُخرج منه ميتًا، وذلك سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة. انتهى.

وذكره ابن رجب (٢) وقال: تفقَّه في المذهب على أبي حكيمٍ النَّهْرَوانيِّ، ثم على صدقة بن الحسين، وقرأ عليهما القرآن، وعلى صدقة الأصول والكلام، واختلف إِلى جماعة من العلماء في طلب فنون جَمَّةٍ من العلوم، وبرع في علم الفرائض والحساب، والأصلين والهندسة، وصنف كتابًا "في أوهام أبي الخطَّاب الكَلْوَذَانِي في الفرائض والوصايا"، وكتابًا "في أصول الدين والمقالات"، وحَدَّث به في ولايته الأخيرة، وسمعه منه الفضلاء، ولم يتم سماعه.

٩٨٦ - (ت ٥٩٣ هـ): عبد الوهَّاب بن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجِيْلِي، الحنبلي، أبو محمد البغدادي الأَزَجي، الفقيه، الواعظ.


(١) شذرات الذهب: ٤/ ٣١٣.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٣٩٢.