للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من كسب يده، ولباسُه الثوبُ الخام، وانتفع به جماعةٌ، وصارت له حُرمةٌ قويةٌ بالمَوْصِل، واحترام من جانب صاحبها، ومَنْ بَعْدَهُ، وتوفي بالموصل رابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وست مئة انتهى.

وذكره ابن رجب (١) قال: قال ابن الساعي: هو شيخٌ، صالحٌ، كثيرُ العبادة يُعتَقَدُ فيه، ويُتَبَرَّكُ به، أمَّارًا بالمعروف، نَهَّاءًا عن المنكر، وسمَّى جده محمدًا. وقال ابن الصَّيْرفي: توفي سنة ثلاث وعشرين وست مئة وهو غلط. انتهى.

١١١٣ - (ت ٦٢٢ هـ): محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية أبو عبد الله الحرَّاني، الأصولي، المفسَّر، الخطيب، الفقيه، الحنبلي، الواعظ، المحدِّث، فخر الدين شيخ حرَّان وخطيبُها، وواعظُها ومفتيها.

ذكرته في "القطف" بما ملخصه: وُلِدَ في أواخر شعبان، سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة بحرَّان، وقرأ القرآن على والده نحو عشر سنين، وكان والدُه زاهدًا يُعَدُّ من الأبدال، وشرع في الاشتغال بالعلم من صغره، وتردَّد إلى أبي الكرم فِتيان بن مباح، وأبي الحسن بن عَبْدُوس وغيرهما، ثم ارتحل إلى بغداد، وسمع بها الحديث من المبارك بن الخضير، وأبي الفتح بن البَطِّي، وسعد الله بن الدَّجاجي ويحيى بن ثابت بن بُنْدار، وأبي بكر بن النَّقُّور، وأبي الفضل بن شافع، وعلي بن عساكر البطائِحي، وأبي الحسن اليُوسُفي، وأخيه أبي النصر، وأبي الفتح بن شاتيل، وشُهْدة، وغيرهم، وسمع أيضًا بحرَّان من أبي النَّجيب الشَّهْرُزُورِي، وأبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء، وأبي الفضل حامد بن أبي الحجر، وأخذ عنه التفسير أيضًا، ولازم أبا الفرج بنَ الجوزي ببغداد، وسمع كثيرًا من تصانيفه، وقرأ عليه كتابَه "زاد المسير" في التفسير قراءةَ بحثٍ وفهم، وقرأ الأدب على أبي محمد ابن الخشَّاب، وبرع في الفقه والتفسير وغيرهما، ورجع إلى بلده، وجَدَّ في الاشتغال والبحث، ثم أخذ في التدريس والوعظ، والتصنيف، وشرع في إلقاء التفسير بكرةَ كلَّ يوم بجامع حرَّان في


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ١٦٤.