للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كثير التَّجَمل، وكان يَلبَسُ الثَّياب الواسِعَةَ، والعِمَامَة الكَبيرة على طريقة العَرَب في الأكمام الوَاسِعَة، والعمامة المُدرَجَةِ، وإذا جَلَس في مَجْلِسٍ، أو كان بين جَمَاعةٍ أخذَ يَتَكَلَّم في أخبارِ النَّاس ووقائِعِهم القَديمة التي وَقَعَتْ في آخر أيام الجَرَاكِسَة، وأوائل أيام العثمانية، حتى يُنْصِتَ لهُ كلُّ مَنْ حَضر، وكان شُهُودُ الزُّورِ يَهَابُونَه فَلا يُقدمون بحَضْرته على الشهادة، وبالجُملَة فَقْد كان مِنْ الرُّؤساء الكِبَار، قرأت بخطَّ الطَّارَانيَّ أن وِلادَتَه كانتْ في سبعَ عَشْرةَ وتسع مئه، وتوفَّي نهارَ الجُمُعَة، سادسَ عشري شوَّال، سَنَة اثنتين بَعْد الألْف، ودُفن بمقبرة البَاب الصَّغير، بالقُرْب من سيَّدنا بلال الحَبَشِيَّ، وشهد جَنَازَتَه خَلْقٌ كَثير، وكتب وَصيتَّهُ قبل مَوْته بمدَّةٍ وأبقاها على وِسَادته بخَلْوته في البادرائيَّة، ولما احتضر قال: وضعْتُ وصيَّتي تحتَ الوِسَادة، فإذا مُتُّ فخُذُوها، واعملوا بما تضمَّنتهُ، ثم لمَّا قَضَى نَحْبَهُ أُخرِجَتْ فوُجِدَ فيها جميعُ ما يملك، وخلَّف شيئًا كثيرًا من كتبٍ وأمتعةٍ وغيرها. انتهى.

وذكره الغزي (١) وقال بَعدَ تَرْجمةٍ حافلة جِدًا: رأيته في المَنَام بَعْد سِنين فقُلْتُ: ما فعل الله بك؟ فضَحِكَ إليَّ وقال: يا مولانا الشَّيخ أمَا علمْتَ أني مُتُّ ليلةَ الجُمُعة؟!.

وقد ذكره ابن الشَّطَّي في "مختصره" (٢) وغير واحد.

٢٦١٣ - (ت ١٠٠٧ هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد المَعْروف بالشُّوَيْكي الحَنْبلي، أبو العَبَّاس الفَقِيه شِهَاب الدَّين.

ترجمه المُحِبَّي في "الخلاصة" (٣) وقال: هو الجِهْبِذُ النَّحْريرُ، كان من أفاضل الحَنَابلة بِدِمَشْق، وكان غَزِيْر العِلْم، سَرِيعَ الفَهْم، حَسَن المُحَاضَرَة، فصيح العِبَارة، وفيه تَوَاضُعٌ وسَخَاءٌ، ولد بصَالحيَّة دِمَشْق وحَفِظ القرآن العظيم، و"المُقْنِع" في الفِقْه، وأخذ الفِقهَ وغيرَه عَن مُحَرَّرِ المَذْهَب الشَّرف مُوسَى


(١) النعت الأكمل: ١٦٠ - ١٦٥.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ١٠١.
(٣) خلاصة الأثر: ١/ ٢٨٠.