للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فوَلِي سَنة سِتٍّ وتِسعين وسَبع مئة. واستمرَّ القَضاءُ نُوَبًا بينهُما. ثم دخلَ معَ التَّمْرِية في أذى النَّاس، ونُسِبَتْ إليه أمور مُنكَرة، حُكِمَ بِفسقِه من أجلِها، وقدر أخذُهم له أسيرًا معهم، إلى أن نَجا مِنهُم من بَغداد، ورجَعَ إلى دمشقَ سَنة أربعٍ وثمانين، فلم يُبالِ بالحُكم، بل سَعى في العَوْدِ للقَضاء، فأُجِيبَ بعدَ صَرْفِ تقيِّ الدِّين أحمد بن المُنجَّا، فلَمْ يلبَثْ إلَّا أيَّامًا يَسيرة حتَّى مات في المُحرمَّ، سَنة خمسٍ وثمان مئة. ولم يكن مَرْضِيًّا في الشَّهادة، ولا في القَضَاء، وهو أوَّلُ مَنْ أفسدَ أوقافَ دِمَشق، وباعَ أكثرَها بالطُّرق الوَاهِيَة. ذكره شيخُنا ابنُ حَجر في "إنبائه"، والمَقْرِيزي في "عقوده". انتهى المراد منه.

وذكره ابنُ عَبدِ الهادي (١).

٢٠٦٥ - (ت ٨٠٥ هـ): سَلْمان بنُ عبد الحَميد بن محمَّد بن مُبارك، البَغدادِيُّ، الدِّمشِقيُّ، الحَنبلي، العالمُ العلَّامة، الشَّيخ.

قال السَّخاوي في "الضَّوء" (٢): سمعَ ابنَ الخبَّاز، ومحمدَ بن إسماعيل الحَمَوي، والعُرْضي، ومحمَّد بن موسى الشَّقراوي. وحدَّث. سمعَ منه الفُضَلاء، ولقِيَه شيخُنا ابنُ حجر، وغيرُه. وكان عابدًا خَيِّرًا، صُوفِيًّا بالخاتونِيَّة، مستحضرًا للمسائِل الفِقْهِيَّة على طَريقةِ الحنابِلة. ولديه فضائلُ. ماتَ سنةَ خمسٍ وثمان مئة. ذكره شيخُنا ابنُ حَجر، والمَقْريزي. انتهى.

وذكره صَاحبُ مجموعة "الرَّد الوافر" (٣)، وقال: هو الشَّيخ الإمام، الفَقيه الفاضِلُ، الأديبُ البارعُ، أبو محمَّد سَلْمانُ بن عَبد الحَميد بن محمَّد بن المُبارك، البغدادي، ثم القابوني، الحنبلي، الصُّوفي، ذكره شِهابُ الدِّين ابن حَجِّي في "مُعجم شيُوخه الأعلام". وكان لطيفَ المُحاضَرة. وله شِعرٌ جَيِّد، وحسنُ مُذاكرَة. انتهى.


(١) الجوهر المنضَّد: ١٥٢.
(٢) الضوء اللامع: ٣/ ٢٥٨.
(٣) الرد الوافر: ١٠٠.