للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٣٥١ - (ت ٨٨٣ هـ): شهاب الدَّين أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن خالد، الابْشِيطِيُّ بكَسْر الهَمْزة وسُكُون الباء المُوحَّدة، وكَسْر المُعْجَمَة، آخره طاءٌ مُهمَلةٌ، الشَّافعيُّ ثم الحنبليُّ، الصُّوفيُّ الإمام العَلَّامةُ البارعُ المُفَنَّنُ.

ذكره ابن العِمَاد (١) وقال: قال العُلَيْميُّ: مولده بإبْشيط في سَنة اثنتين وثمان مئة، وكان من أهل العِلْم والدَّين والصلاح، مقْتَصِدًا في مَأكَلهِ ومَلْبسه، وكان يلبَس قميصًا خشنًا، ويَلْبَس فوقه في الشَّتاء كبَّاشية، وإذا اتسَّخَ قميصه يَغْسله في بُرْكَة المؤيَّديَّة بماءٍ فقط، وكان بيدهِ خلوةٌ له بقعةٌ منها فيها بُرْشُ خُوْصٍ، وتحتَ رأسه طُوْبَتَان، وإلى جانبه قطعةُ خَشَب، عليها كتبه، وبقيَّة الخَلْوة فيها حِبَال السَّاقِيَة والعَلَّيق، بحيث لا يختصَّ من الخَلْوة إلا بقدْرِ حاجته، وكان له كلَّ يومٍ ثلاثة أرغفةٍ يأكلُ رَغِيْفًا واحدًا، ويتصدَّقُ بالرغيفين، وكان مَعْلُومه في كلَّ شَهْر نحوَ أشْرَفيَّ، يقتات منه في كُلَّ شهْرٍ بنحو خمسةِ أنصاف فضة، وهي عَشْرة دراهم شامية أو أقلُّ والباقي من الأشْرفيَّ يتصدَّق به، وكان هذا شأنَهُ دائمًا، لا يدَّخر شيئًا يَفْضُلُ عن كفايته، مع الزُّهْد، ووَقَعَ له مكاشفات وأحوالٌ تدل على أنه من كبار الأولياء، وانقطع في آخر عمره بالمَدِيْنَة الشَّريفة أكثر من عشرين سنةً، وتَواتَر القولُ بأنه كان يقرئ الجانَّ، وتوفي بالمدينة المشرَّفة، في شَهْر رَمَضَان، سنة ثلاثٍ وثمانين وثمان مئة. انتهى.

وذكره ابنُ فَهْد في "معجمه" وقال: له تصانيف جَليْلَةٌ منها "ناسخ القرآن ومَنْسُوخُه"، و"نظم أبي شُجَاع"، و"شَرح تصريف ابن مَالك"، و"شرح الرحبيَّة"، و"شرح منهاج البَيْضاويَّ الأصلي"، و"شرح ابن الحاجب الأصلي"، و"شرح ايْساغُوجي"، و"شرح الجُمَل للخَوَنْجي"، و"شرح لسان الأدب" لابن جماعة، و"شرح لامية الأَفعال" وله نَظْمٌ ودَرْس، وأجَازَ. انتهى ..

وذكره السخاويُّ في "تاريخ المدنية" المسمى "بالتُّحْفةِ اللَّطيفة" (٢) بترجمةٍ حَافِلةٍ جدًّا قال فيها: تَنَزَّل في صُوفيَّة الحنابلة بالمؤيَّديَّة أولَ ما فُتِحَتْ، وحفظ


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٣٣٦ - ٣٣٧.
(٢) التحفة اللطيفة: ١/ ١٦٤ - ١٦٨.