للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تصانيف، وصار في فَنِّه فردًا لا يلحقه، ونقل مذاهب القدماء، وحَرَّرها، وكان عزيزَ النَّفْس، شهمًا، عفيفًا، ولم يتكسب بصناعة الموسيقى، ذكر ذلك ابن فضل الله مات في سنة ثلاثٍ وستين وسبع مئة انتهى.

وذكر له في "كشف الظنون" (١) كتاب "غاية المطلوب في الأنغام والضروب" في علم الموسيقى.

١٧٩١ - (ت ٧٦٣ هـ): محمَّد بن مفلح بن مُحَمَّد بن مفرج المقدسيّ ثم الصَّالحي، الرَّامِيْنِيُّ، الحنبلي، أقضى القُضاة، شمس الدين، الشيخ الإِمام، العالم، العلَّامة، وحيدُ دهره، وفريد عصره، شيخ الإِسلام وأحد الأئمة الأعلام.

قال ابن العماد (٢): سمع من عيسى المطعم وغيره، وتَفَقَّه، وبرع، ودرس، وأفتى، وناظر، وحَدَّث، وأفاد، وناب في الحكم عن قاضي القضاة جمال الدين المَرْدَاوي، وتزوج ابنته وله منها سبعة أولاد ذكور وإناث، وكان آيةً وغاية في نقل مذهب أَحْمد.

قال أبو البقاء السبكي: ما رأت عيناي أحدًا أفقهَ منه، وكان ذا حظًّ من زهدٍ وتَعَفُّف، وصيانة وورعٍ، ودينٍ متينٍ، وشُكِرَتْ سيرَتهُ وأحكامه، وذكره الذَّهَبِيُّ في "المعجم" فقال: شابٌّ عالمٌ، له عملٌ ونظرٌ في الرِّجال رجال السُّنَن ناظر وسمع، وكتب وتقدم، ولم يُرَ في زمانه في المذاهب الأربعة مَنْ له محفوظاتٌ أكثرُ منه، فمن محفوظاته "المنتقى في الأحكام"، وقال ابن القيم لقاضي القضاة موفق الدين الحجاوي سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة: ما تحت أديم السَّمَاء أعلم بمذهب الإِمام أَحْمد بن حنبل من ابن مفلح، وحَسْبُكَ بهذه الشهادة من هذا العالم، وحضر عند الشيخ تقي الدين ابن تيمية، ونقل عنه كثيرًا، وكان يقول له: ما أنت ابنَ مفلح بل أنت مفلح، وكان أخبر الناس بمسائله واختياراته، حتى إنَّ ابنَ القَيِّم كان يُراجعه في


(١) لم نجده في "كشف الظنون"، وهو في "هدية العارفين": ٦/ ١٦١.
(٢) شذرات الذهب: ٦/ ١٩٩.