للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأمير سيبك السَّاقي الأعرج حين كان هناك منفيًا من المؤيَّد، وجاور بها صحبته، فلما رجع الأمير إلى القاهرة وتأمَّر، حضر إليه فأكرمه، واتفق موت الشمس الحَبَتَّي المتقدم، شيخ الخروبية الجِيْزِيَّة، تقرر بعنايته في المشيخة عوضه، بعد أن كان تقرر فيها غيره، واستمرت بيده حتى مات في ربيع الأول، سنة ثمانٍ وعشرين وثمان مئة، وهو ابن ستين سنةً أو جاوزها، وقد روى عنه التقي ابن فهد. انتهى.

٢١٣٢ - (ت ٨٣٠ هـ): تاج الدين أبو عبد الله محمد بن المحدَّث عماد الدين إسماعيل بن محمد بن نصر بن بَرْدَس بن رسلان، البَعْلي الحنبلي.

قال ابن العماد (١): ولد يوم السبت، تاسع عشري جمادى الآخرة، سنة خمسٍ وأربعين وسبع مئة ببَعْلَبَكَّ، وسمع من والده، وأسمعه أيضًا من عدَّةٍ منهم: أبو عبد الله بن الخَبَّاز، سمع منه "صحيح مسلم"، و"جزء ابن عرفة" وهو آخر من حدَّثَ عنه، وسمع من أبي عبد الله محمد بن يحيى بن السَّعْد جميع "مسند الإمام أحمد"، وتفرد برواية المسند عنه، ومن ابن الجُوَخي، وابن أُمَيْلة، وجماعة من أصحاب ابن البخاري، وحدَّث، ورحل الناس إليه، وانتفع به جماعةٌ منهم: الشيخ تقي الدين ابن قندس، وكان ملازمًا للإشغال في العلم ورواية الحديث، ولا يخل بتلاوة القرآن مع قراءته لمحفوظاته، وكان طلق الوجه، حسن الملتقى، كثير البشاشة، ذا فكاهةٍ ولينٍ، مع عبادةٍ وصلاحٍ، وصلابةٍ في الدَّين، مبالغًا في حب الشيخ تقي الدين ابن تيميَّة، وكان كثير الصَّدَقة سِرًا، ملازمًا لقيام الليل، وله نظمٌ ونثرٌ، ومن نظمه ما كتبه على استدعاء إجازته لجماعة:

أجزتُ للإخوان ما قَدْ سألوا … مولاهُمُ ربَّ العُلا ذا الأَثَرِ

وذاك بالشَّرطِ الذي قرَّره … أئمة النقل رواةُ الأثرِ

وتوفي ببعلبك في شوال، سنة ثلاثين وثمان مئة .. انتهى.


(١) شذرات الذهب: ٧/ ١٩٤.