للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن العماد (١): ولد سنة خمسين وخمس مئة بجَمَّاعيل، ثم قدم دمشق، وسمع بها من أبي المكارم بن هلال، وقدم مِصْر، فسمع بها بالإِسْكَنْدَرِيَّة من السَّلَفي، وأكْثَرَ عنه، وقدم بغداد، فسمع من ابن الخَشَّاب، وشُهْدة وطبقتهم، وتفقه بها في المذهب والخلاف على ابن المَنَّي حتى برع، وكان بحّاثًا مناظرًا، مُفْحِمًا للخصوم، ذا حظًّ من صلاحٍ وأورادٍ وسلامة صدرٍ، أمَّارًا بالمعروف، نَهَّاءً عن المنكر. قال المُنْذِري: لقيته بدمشق، وسمعت منه، وكان كثير المحفوظات متحرَّيًا في العبادات، حسن الخَلْق والأخلاق، وقال أبو المُظَفَّر سِبْطُ ابنِ الجوزي: كان زاهدًا عابدًا، وَرِعًا فاضلًا في فنون العلم، وحَفِظَ المقاماتِ الحَرِيْرِيَّة في خمسين ليلةً، فتشوَّش خاطره، وكان يغسل باطن عينيه حتَّى قَلَّ نظره، وكان سليم الصَّدر، من الأبدال، ما خالف أحدًا قطُّ، رأيته يومًا وقد خرج من جامع الجبل، فقال له إنسان: ما تروح إلى بَعْلَبَكَّ؟ فقال: بلى، فمشى من ساعته إلى بَعْلَبَكَّ بالقُبْقَاب. وقال أبو شامة: كنت أراه يوم الجمعة قبل الزَّوال يجلس في درج المِنْبَر السُّفلي بجامع الجبل، وبيده كتاب من كتب الحديث وأخبار الصالحين، فيقرؤه على الناس إلى أن يؤذَّن المؤذن للجمعة. وتوفي يوم الأحد سلخ صفر، سنة ثمان عشرة وست مئة، ودفن بسفح قَاسِيُون. انتهى.

وذكره ابن رجب (٢) بنحوه.

١١٠٠ - (ت ٦١٨ هـ): موسى بن الشيخ عبد القادر الجِيْلاني، أبو نصر الحنبلي.

قال ابن العماد (٣): روى عن أبيه، وابن ناصر، وسعيد ابن البَنَّاء، وأبي الوقت، وسكن دمشق، وكان عرِيًّا من العلم. توفي في أول جُمادى الآخرة، سنة ثمان عشرة وست مئةٍ عن ثمانين سنة. قاله في "العبر". انتهى.

١١٠١ - (ت ٦١٨ هـ): نصر بن محمد بن علي بن أبي الفرج أحمد بن


(١) شذرات الذهب: ٥/ ٨٢.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ١٢٤.
(٣) شذرات الذهب: ٥/ ٨٢.