للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فسمع منه الحافظان الزينُ العراقي والهيثميُّ، وتفقَّه، وأفتى، ودرَّس، وباشر القضاء من سنة ثمان وثلاثينَ إلى أنْ تُوفِّي. ذكره الذهبي في "معجمه المختص" فقال: عالم ذكي، خَيِّرٌ صاحبُ مروءةٍ وديانةٍ وأوصافٍ حميدةٍ، وله اليد الطُولى في المذهب، وقَدِمَ علينا وهو طالب حديث سنةَ سبع عشرة، فسمع من ابن عبد الدائم وعيسى المطعم، وعُنِيَ بالرَّواية، وهو ممن أُحِبُّهُ لله، وحُمِدَت سيرتُه في القضاء، وانتشر في أيَّامِه مذهبُ أَحْمد بالديار المصرية، وكثر فقهاء الحنابلة بها. انتهى.

وأثنى عليه الأئمةُ منهم أبو زُرْعَة ابن العراقي، وابنُ حبيب، وتوفي نهار الخميس سابع عشري المحرم سنةَ تسعٍ وستينَ وسبع مئة بالقاهرة، ودفن بتربته التي أنشأها خارجَ باب النصر. انتهى.

وذكره ابنُ حجر في "الدُّرر" (١) وقال: كان واسع المعرفة في الفقه، وكان يتعبد ويتهجد، ويُحِبُّ العلماءَ والصلحاء، ويُصمم في الأمور الشرعية، وكان محببًا في النَّاس، معظمًا عند الخاص والعام. انتهى.

وذكره ابن الشَّطي في "مختصره" (٢) وقال: ولد في حدود سنة تسعين وست مئة، وتفقَّه، وأفتى، ودرَّس، وباشر القضاء بالديار المِصْرِيَّة سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ إلى وفاتهِ مع أحد عشر سلطانًا، وحُمِدَت سيرتهُ في القضاء. انتهى المراد منه.

١٨١٨ - (ت ٧٦٩ هـ): عبد الرَّحمن بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعد الحنبلي زين الدين أبو الفرج أخو العَلَّامة شمس الدين بن القَيَّم رحمه الله.

قال ابن العماد (٣): كان إمامًا قدوةً، سمعَ من ابن عبد الدائم، وعيسى المطعم، والحَجَّار، وحَدَّث، وذكره ابنُ حبيب في "مشيخته" وقال: سمعت عليه كتاب "التوكل" لابن أبي الدنيا سماعه على الشَّهاب العابر، وأنفرد بالرَّواية عنه، توفي ليلة


(١) الدُّرر الكامنة: ٣/ ٨٠.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٧٠.
(٣) شذرات الذهب: ٦/ ٢١٦.