للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(ذكر عقوبة من آذاه، وما قيل فيمن تنقَّصه، وسبب اختيارنا لمذهبه على مذهب غيره، وفضل أصحابه وأتباعه)

أما عقوبة من آذاه، وما قيل فيمن تنقَّصه: فقال محمد بن الفضل: تناولت مرة أحمد بن حنبل، فوجدت في لساني ألمًا لم أجد القرار منه، فبتّ ليلة، فأتاني آتٍ فقال: هذا بتناولك الرجل الصالح! فانتبهت فلم أزل أتوب إلى الله حتى سكن.

وقال مسعر بن محمد بن وهب: كنت مؤدِّبًا للمتوكل قبل أن يلي الخلافة، أنزلني في حُجْرة من حُجَرِ الخلافة، فربما كانت تعرضُ في فكرته مسألة في الدين، فيوجه إليَّ يسألني عنها، وكان إذا جلس للخاصَّة أقوم على رأسه، فإن افتقدني دعاني حتى أقف موقفي لا يخليني منه ليلًا ولا نهارًا إلا في وقت خلوته، وإنه جلس للخاصة ذات يوم في مجلسه الذي كان يسمى الوديع، ثم قام منه حتى دخل بيتًا له من قوارير سقفه وحيطانه وأرضه، وقد أجري له الماء فيه، فالماء يعلو على البيت وأسفله وحيطانه، يتقلب فيه، يرى من هو داخله كأَنه في جوف الماء جالس، وقد فرش له فراش قباطي مصر، ومساندها ومخادها الأرجوان، فجلس في مجلسه، وجلس عن يمينه الفتح بن خاقان وعبيد الله بن خاقان، وعن يساره بغا الكبير ووصيف، وأنا واقف في زاوية البيت التميمي مما يليه، وخادم آخذ بعضادتي الباب واقف، إذ ضحك المتوكل، فأرَمَّ القوم وسكتوا، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: ممَّ ضحك أمير المؤمنين أضحك الله سنّه؟ فقال: أضحكني أني ذات يوم واقف على رأس الواثق، وقد قعد للخاصة في مجلسي الذي كنت فيه جالسًا، وأنا واقف على رأسه، إذ قام من مجلسه حتى جاء فدخل هذا البيت الذي دخلته، فجلس في مجلسي هذا، ورُمْتُ الدخول فمنعت، ووقفت حيث الخادم واقف، وجلس ابن أبي دؤاد في مجلسك يا فتح، وجلس محمد بن عبد الملك بن الزيَّات في مجلسك يا عبيد الله، وجلس إسحاق بن إبراهيم في مجلسك يابغا، وجلس نجاح في مجلسك يا وصيف،