للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على بعض القُرَّاء، وعرض على جَماعةٍ، وأخذ عن العَلَاء البُخَاري فنونًا في الفِقْه عن جَدَّه، وسَمِع عليه الحديث، وكَذَا عن آخرين، حتى عن فقيه الشَّافعيَّة ابن قاضي شهبة، وَأَذِنَ له، وسَمِع على ابن ناصر الدَّين وابن المُحِبَّ الأعرج، وبَرَع في الفِقْه وأصوله، وانْتَفَع به الفُضَلاءُ، وكَتَبَ على "المُقْنع" شرحًا في أربعة أجزاء، وعمل في الأصول كتابًا، وللحنابلة طبقات، ووَلِيَ قضاءَ دِمَشْقَ غيرَ مَرَّةٍ، فحُمِدَتْ سيرتُهُ، وطُلب لقضاء مِصْر، فتعلَّلَ، وكان فَقِيهًا أصوليًّا، طَلْقًا فَصِيْحًا، ذا وَجَاهَةٍ ورئاسة، ومَحَاسنُه كثيرةٌ. مات سنةَ أربع وثَمانين وثمان مئة. انتهى.

وذكره البَدْراني في "المدخل" (١) فقال: صنف "المُبْدعَ شَرْح المُقْنِع" في أربع مجلَّدات، وهو شرحٌ حافلٌ ممزوجٌ مع المَتْن، حَذَا فيه حَذْوَ المَحَلَّيَّ الشَّافعيَّ في "شرح المنهاج" الفرعيَّ، وفيه من الفوائد والنُّقولات ما لا يوجد في غيره، وصنَّف في الأصول كتابًا سمَّاه "مرقاة الوُصُول إلى عِلْمِ الأُصُول"، وله "المقصد الأرشد في ذكر أصْحَاب الإمام أحمد" انتهى.

وذكر له في "هديَّة العَارِفِين" (٢) كتاب "الآداب الشَّرعيَّة لمصالح الرَّعيَّة"، و"الدُّرُّ المُنْتَقى، والجَوْهَرُ المَجْمُوعُ في مَعْرفة الرَّاجحِ من الخِلافِ المُطلق والمَرْفُوع".

قلت: لعل الآداب الشَّرعيَّة، لمحمد ابن مُفْلح المُتَقَدَّم، لا للمترجَم.

٢٣٥٥ - (ت ٨٨٤ هـ): شرف الدَّين عبد القادر بن قاضي القضاة بدر الدين محمد بن عبد القادر، الجَعْفَريُّ النَّابُلُسيُّ الحنبليُّ، الإمام العَالم الصُّوفيُّ.

ذكره ابن العِمَاد (٣) وقال: كان أكبر أَوْلادِ أبِيْه، وشيخ الفُقَراء الصمادية وكان يحترف بالشَّهادة بمجلس والده بنَابُلُس، وبمجلس أخيه القاضي كَمَال الدَّين


(١) المدخل: ٤٢١.
(٢) هديّة العارفين: ١/ ٢١.
(٣) شذرات الذهب: ٧/ ٣٣٩.