للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الميموني: رأيت أبا عبد الله عليه إزار متشح به، وعليه إزار آخر ارتدى به، وما رأيت عليه طيلسانًا قط ولا رداءً، وإنما هو إزار صغير ظننته سداسيًا.

وقال ابن عبد الحميد: رأيته يومًا صائفًا عليه قميص مشدود الإِزار، وما رأيته قط مرخي الكمين، يعني في المشي.

وقال أبو داود: كنت أرى إزار أحمد محلولة.

وقال صالح: كانت لأبي قلنسوة قد خاطها بيده، فيها قطن، فإذا قام بالليل لبسها.

وقال غيره: رأيت قلنسوة أحمد مرقعة فيها برد وبياض مروي. وكانت له جبة خضراء فيها رقعة بيضاء من صوف من غير لونها، وأراد أن يرقع قميصه فلم يكن عنده رقعة، فقال: أرقعه من إزاري، فقطعوا له من إزاره فرقعوه. ولقد احتاج غير مرة إلى خرق فكان يقطع من إزاره، وكان له خف له سبع عشرة سنة، وفيه خمسة مواضع أو ستة، الخرز فيه من برا، وكان نعله صغيرًا.

وجاءه المروذي بخف فبات عنده ليلة، فلما أصبح قال له: تفكرت في أمر هذه الخف، فقال: لم؟ قال: أراه عامة الليل قد شغل علي قلبي، قد عزم لي أن لا ألبسه، كم ترى بقي، إن الذي مضى أكثر مما بقي. فدفع إليه خفًا خلقًا، فقال: اضرب على هذا رقاعًا وسدد خروقه، ثم قال: هذا الخف عندي من ست عشرة سنة، وإنما قد صار إليّ وهو لبيس، وهذا قد شغل علي قلبي، يعني الجديد.

وكانت سراويله فوق كعبين، وكان يلبس كساءً مرقعًا، وإذا أراد أن يصلي ربما وضع طرفه تحت قدميه.

[وأما ورعه وإعراضه عن الولايات]

أما ورعه: فقد حضره قوم من أهل الحديث من إخوانه، فاشترى بما كان عنده وأطعمهم وصبر هو على مقدار ربع سويق - وهو الكيلجة - خمسة عشر يومًا