للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طَوِيلةٍ جدًا، كعادته في تراجم الصُّوفية، تركتُ ذلك عمدًا كعادتي في مِثْل ذلك.

٢٦٤٩ - (ت ١٠٩٤ هـ): إبراهيم بن أبي بكر بن إسماعيل، الذنابي العَوْفي، نسبة إلى عبد الرَّحمن بن عَوْف، الدِّمشقيُّ الصَّالحيُّ الأصْل، المِصْريُّ المَوْلد والوَفاة، الحنبليُّ.

ذكره المُحِبِّيُّ في "الخُلاصة" (١) وقال: كان من أعيان الأفاضل، له اليَدُ الطُّولى في الفرائض والحِسَاب، مع التبحر في الفِقْه وغيره من العُلُوم الدِّينيَّة، وُلِدَ بِمِصْر، في سنةِ ثلاثين وألف، ونشأ بها، وأخذ الفِقْه عنِ العَلَّامة مَنْصور البُهُوتيِّ، والحَدِيث عن جَمْع من شيوخ الأزهر، وأجازه غالب شيُوخه، وألَّف مؤَلَّفاتٍ نافعةً منها "شرح على المُنْتَهَى"، في الفِقْه مجلَّدات، و"مَنَاسِك الحَجِّ" في مجلَّدين، ورسائل كثيرةٌ في الفَرَائض والحِساب، وكان لَطِيف المُذَاكرة، حَسَن المُحَاضَرَة، قويَّ الفِكْرة، واسع العَقْل، وكان فيه رئاسة وحِشْمة، وكان حَسَن الخَلْق والأَخْلاق، مَعَ الكَرَم المُفْرِط، وكان يُرْجَعُ إليه في المُشكلات الدُّنْيويَّة لكثرة خِبْرته في الأُمُور، وبالجملة فَقَد كان من حسنات الزمان، وكانت وِلَادته بالقاهرة، وتُوُفِّي بها فَجْأةً ظُهْرَ يَوْم الاثنين، الرَّابع عَشَر من شَهْر ربيع الثَّاني سنةَ أربعٍ وتسعين بَعْد الألف، وصُلِّي عليه يومَ الثلاثاء، ودُفِنَ بتُرْبَة الطَّويل عند والده. انتهى.

وذكره في "هديَّة العارفين" (٢)، وقال صنَّف: "بغية المُتَتَبِّع في حَلِّ ألفاظ الرَّوض المُرْبع" في مَنَاسك الحَجِّ، ورسائل في الفرائض، وشرح على "مُنْتَهى الإرادات" في فقه الحنابلة.

قلت: لَعَلّ "بغية المُتَتَبِّع" هذا هو "مناسك الحَجِّ" المُتَقَدِّم أو شرحه، فإنَّه قد شرحه في مجلَّدين، وله "حَدَائق العيون البَاصِرة في الوَبَاء والطَّاعُون وأحوال الآخرة" مجلد ضَخْم، جمع فيه فوائد جَمَّةً.


(١) خلاصة الأثر: ١/ ٩.
(٢) هدية العارفين: ١/ ٣٣ - ٣٤.