للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأصوات بالبكاء، حتى كأن الدنيا قد ارتجت، وقعد الناس حتى خفنا أن ندع الجمعة، فأشرفت عليهم فأخبرتهم أنا نخرجه بعد صلاة الجمعة.

وكان قد أوصى وهو في الحبس أن يجعل على كل عين شعرة من شعر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى لسانه شعرة، وكانت ثلاث شعرات عند أحمد يتبرَّك بها، ففعل به ذلك.

وكان لا يئن في مرضه، ويستدل بحديث طاووس أنه كان يكره الأنين في المرض.

[أما حاله عند احتضاره]

فقال عبد الله: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده وبيدي الخرقة لأشدَّ بها لحييه، فجعل يغرق ثم يفيق، ثم يفتح عينيه، ويقول بيده هكذا لا بَعْد لا بَعْد ثلاث مرات، ففعل هذا مرة ثانية، فلما كان في الثالثة قلت له: يا أبتِ أي شيء هذا قد لهجت به في هذا الوقت، تغرق حتى نقول قد قضيتَ ثم تعود فتقول: لا بعد لا بعد لا بعد؟ فقال: يا بني ما تدري؟ قلت: لا. قال: إبليس لعنه الله قائم حذائي عاضٌّ على أنامله يقول: يا أحمد فُتَّنِي. وأنا أقول: لا بَعْدُ حتى أموت.

وكان يحرك لسانه إلى أن توفي.

[أما تاريخ وفاته ومبلغ سنه]

فقال حنبل بن إسحاق: مات أحمد يوم الجمعة في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومئتين وهو ابن سبع وسبعين سنة. وقال غيره: مات لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومئتين، وذلك بعد طلوع الشمس يوم الجمعة، ودفن قبل غروب الشمس.

وموته يوم الجمعة زيادة فضيلة، فقد توفي فيها سادات، وورد أن الموت فيها وقاية من فتنة القبر.

وممن مات فيها غيره:

عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والحسين بن علي، والعباس بن