الصَّالِحِ، وعقيدتِهم، محبًا للحديث، متميزًا في الفِقْهِ في مذهبه ومعرفة دقائقه، وإليه المرجعُ فيه، وبالجملة فإنَّهُ من العلماءِ، الفقهاءِ، المحدثين، الذين يُرْجَعُ إلى أقوالهم في الفتاوى، وتوفي سنة خمسٍ وأربعين وثلاث مئة وألف عن خمس وسبعين سنة، ولم يخلف بعده مثلَه، وقد رُثي بمراثٍ جزلةٍ كثيرةٍ لا يتسعُ المقامُ لذكرها رحمه اللهُ.
قال في "زهر الخمائل": هو من قبيلة آل خلف القبيلة المعروفة بحائل، ولد سنة خمسٍ وستين ومئتين وألف، قرأ وتعلَّم بحائل على علمائها كالشيخ الغنيمي، والشيخ المرشدي، والشيخ عوض الحجي، وقرأ على الشيخ الإمام عبد الله بن عبد اللطيف لما قدم حائل، وكان قويًا شديدًا مهيبًا، من أياديه البيض على البلاد أنه سعى بإجلاء المشاهدة من حائل فإنَّهُ شدَّ عليهم بحزم حتى باعوا مساكنهم وأثاثهم ورحلوا نهائيًا إلى العراق، تولى القضاء بتيماء بأمر من محمد بن رشيد، وبقي فيها قرابة عشرين سنة، ثم رجع منها وبقي بحائل مدرِّسًا ثم انتقل منها إلى الرياض، وقرأ على الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف أيضًا، ولما تولى الملك عبد العزيز حائل جاء الشيخ ابن خلف إليها فولَّاهُ الملك القضاء بها، وذلك عام أربعين وثلاث مئة وألف، وبعد أن أخذ في القضاء مدَّةً من الزمن، وقد كبِرَ سِنه، وضعف جسمه، أعفاه عن القضاء فانتقل إلى المدينة المنورة، ومات بها سنة أربع وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
٢٩٧٤ - (ت ١٣٤٥ هـ): الشيخُ عبدُ الرَّحمن بنُ الشيخِ عبدِ الله بنِ محمد ابنِ فَدَّا.