للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجَمّاعِيْلِيّ، الصَّالحي، الحنبلي، المُؤَدِّب، عماد الدَّين.

قال ابن العماد (١): سمع من يحيى الثقفي، وأحمد بن المَوازِيْنِيّ، وجماعة. وتوفي في ربيع الأول، سنة ثمان وخمسين وست مئة. انتهى.

وذكره الذَّهبي (٢)، وقال: كان مُقرئًا مؤدِّبًا. روى عن الثقفي، وغيره. وروى عنه الدِّمياطي وطائفة. وكان صحيح السَّماع، ثقةً فاضلًا.

١٢٤٦ - (ت ٦٥٨ هـ): محمد بن أبي الحُسَين أحمد بن عبد الله بن عيسى، اليُوْنِيْنِي، الحنبلي، الحافظ، شيخ الإِسلام، أبو عبد الله.

قال ابن العماد (٣): ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة بيُونِيْن، ولبسَ الخِرْقَة من الشَّيخ عبد الله البَطَائِحي، عن الشّيخ عبد القادر. وربَّاهُ الشَّيخ عبد الله اليُوْنِيْنِيّ، وتفقَّه على الشيخ الموفق، وسمع من الشيخ الخُشُوعِيّ، وحَنْبَل. وكان يكرّر على "الجمع بين الصَّحيحين"، وعلى أكثر "مسند أحمد". ونال من الحُرمة والتقدُّم ما لم ينلْهُ أحد. وكانت الملوك تُقَبِّلُ يده، وتقدِّم مَدَاسَهُ. وكان إمامًا علَّامة، زاهدًا، خاشعًا لله، قانتًا له، عظيم الهيبة، مُنَوَّر الشَّيبة، مَليحَ الصُّورَة، حسنَ السَّمْت والوقار، صاحبَ كرامات وأحوال. قال ولدهُ قطب الدين موسى، صاحب التاريخ المشهور: حفظ والدي "الجَمع بين الصَّحيحين"، وأكثر "مُسند الإِمام أحمد". وحفظ "صحيح مسلم" في أربعة أشهر، وحفظ سُورة الأنعام في يوم واحد، وحفظَ ثُلث مقامات الحَريريّ في بعض يوم. وقال عمر بن الحاجب الحافظ: لم يرَ في زمانه مثلَ نفسِه، في كماله وبراعته. جمع بين الشَّريعة والحقيقة. وكان حسنَ الخُلُقِ والخَلْق، نفّاعًا، مُطَّرحًا للتكليف. وكان يحفظ في الجلسَة الواحدة ما يزيد على سَبعين حديثًا، وكان لا يرى إظهارَ الكرامات، ويقول: كما أوجب اللهُ تعالى على الأنبياء إظهار المعجزات، أوجبَ على الأولياء إخفاء الكرامات. ويروى عن الشَّيخ عثمان، شيخ


(١) شذرات الذهب: ٥/ ٢٩٣.
(٢) العبر: ٥/ ٢٤٦.
(٣) شذرات الذهب: ٥/ ٢٩٤.