وتسع مئة، وبلغني أنه سَمِع على ابن الجزري "ثلاثيات مسند الإمام أحمد" وعلى الزَّين عبد الرحمن الفرضي بعض "السنن الكبرى" للبيهقي، وحدَّث بها جماعةً، ومات في أول القرن العاشر، وقد قاربَ التسعين سنة. انتهى.
٢٥١٢ - (ت ٩٠٥ هـ): زينُ الدِّين خطَّاب بن محمد بن عبد الله الكَوْكَبي، ثم الصَّالحي، الحنبلي.
ذكره ابن العماد (١) وقال: حفظَ القُرآنَ في مدرسة الشيخ أبي عمر، وأخَذَ عن الشيخ الصَّفي، والنِّظَام ابن مُفْلح، والشِّهاب ابن زيد، وغيرهم، واشتغلَ في العربية على الشِّهاب ابن شَكَم وحلَّ عليه "ألفية العراقي" في علم الحديث، واعتنى بهذا الشَّأن، وأنشد له ابن طُولون:
بَطَشْتَ يا موتُ في دِمَشْقَ … وفي بَنِيها أشدَّ بَطْشِ
وكمْ بناتٍ بها بُدُورًا … كانَتْ فصارَتْ بَنَاتَ نَعْشِ
وقال: عرض له ضَعْفٌ في بعض الأحيان، وكان عند الناس أنّهُ فقيرٌ، فأوصى بمبلغ من الذهب له كميَّةٌ جيِّدةٌ، ثُمَّ بَرأ من ذلك الضَّعفِ، فشَنَقَ نفسَه بخَلْوتهِ بالضِّيائيَّة، في سابعِ عشر جمادى، سنةَ خمسٍ وتسع مئة. انتهى.
وذكره ابنُ طُولون في "سُكردان الأخبار"، وقال: هو خطَّاب بن عمر بن عبد الله الكواكبي، الصَّالحي، الشيخ الإمامُ، المفيدُ، زين الدِّين، اشتغل كثيرًا بعد أن حَفِظَ القرآن بمدرسة الشيخ أبي عمر بالصَّالحية، بدمشق، ومهَرَ في العربية، وأخذَ عن الشيخ صفي الدِّين، والقاضي نِظام الدِّين بن مُفلح، والشِّهاب ابن زيد، وجماعاتٍ، وحلَّ "ألفية العراقي" في علوم الحديث على شيخه الشِّهاب بن شَكَم، واعتنى بهذا الشَّأن، وكتبتُ عنه عدَّة فوائد، توفي في سابع عشر جمادى الأولى، سنةَ خمسٍ وتسع مئة. انتهى من ترجمة حافلة.
٢٥١٣ - (ت ٩٠٥ هـ): محمد بن عثمان بن إسماعيل البَابيُّ، الحنبلي،