للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في وقعة التَّتَر، في محرَّم، سنة ستٍّ وخمسين وست مئة. ويقال: إنه أُلقِي على باب زاويته، على مزبلة، ثلاثة أيام، حتى أكلت الكلاب من لحمه. وإنّه كان قد أخبر عن نفسه بذلك في حياته، رضي الله عنه. انتهى كلام ابن رجب.

ولم يتكلم على إخباره بذلك، وهو من علم الغيب الذي قد استأثر اللهُ بعلمه، اللهم إلَّا أن يكون ذلك بمقتضى رؤيا رآها، والله أعلم.

١٢٣٥ - (ت ٦٥٦ هـ): محمد بن عبد الوهّاب بن عبد الكافي بن عبد الوهّاب ابن عبد الواحد بن محمد، الحنبلي، أبو المعالي، وأبو اليُمْن أيضًا، الواعظ بِبِلْبِيْس.

ذكره ابنُ رجب (١)، وقال: سمع من يحيى الثَّقَفي، وأجاز له أبو موسى المَدِيني، وأبو العبَّاس التُّرك، وغيرهما. وخرَّج له أبو حامد بن الصَّابوني مشيخة، وحدَّث. وكان مولده سنة ثمان وسبعين وخمس مئة بدمشق. وتوفي سنة ستٍّ وخمسين وست مئة بِبِلْبِيْسَ. انتهى.

١٢٣٦ - (ت ٦٥٦ هـ): يوسُف بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي، محيي الدين، الصَّاحب العلَّامة، سفير الخِلافة، أبو المحاسن بن أبي الفَرَج، التَّيمي، البَكْرِيِّ، البغدادي، الحنبلي. أستاذ دار المُسْتَعْصِم بالله.

قال ابنُ العماد (٢): ولد سنة ثمانين وخمس مئة، وسمع من أبيه ومن ذاكِر بن كامِل، وابن بَوش، وطائفة. وقرأ القرآن بواسِط على ابن البَاقِلّاني. وكان كثيرَ المحفُوظ، قويَّ المُشاركة في العُلوم، وافر الحِشْمَة. قال ابنُ رجب: قرأ القرآن بالرِّوايات العَشر، على ابن البَاقِلّاني، وقد جاوز العشرَ سنين من عمُره. ولبسَ الخِرْقَة من الشَّيخ ضِياء الدِّين بن سُكَيْنَة. واشتغلَ بالفقه والخِلاف، والأصول، وبرع في ذلك، وكان أشهر فيه من أبيه. ووعظ في صغره على قاعدة أبيه، وعلا أمرُه، وعَظم شأنُه، وولي الولايات الجَليلة، ثم عُزل عن جميع ذلك، وانقطَع في داره، يَعِظُ


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢٦٧.
(٢) شذرات الذهب: ٥/ ٢٨٦.