٨٨٢ - (ت ٥٥٥ هـ): مسعود بن عبد الواحد بن الحُصَين، أبو منصور الشَّيْبَاني، البغدادي، المقرئ، الحنبلي.
ذكره ابن الجزري في "طبقات القُرَّاء" فقال: مقرئ، كاتب، محدِّثّ، مُكثر، صالح، عالم، ولد سنة سبع وستين وأربع مئة، وتلا بالروايات على أبي منصور محمد بن أحمد الخيَّاط، قرأ عليه نَصْر بن الحصري، وسمع من أبي الحسن علي بن محمد الأَنْباري، ورِزق الله التَّمِيْمي، وطِرَاد الزَّيْنَبي، وكتب الكثير، وطلب واجتهد. وروى عنه: الحافظ ابن الأخضر، ومحمد بن صدقة، وداود بن يونس.
قال ابن شافع: كان قديم التلاوة، وقرأ بالروايات العالية، وسمع ما لا يدخل تحت الحصر إلا أن أكثره على كبر السن، وتفقَّه، وتميَّز، وهو من بيت الكتابة والتحديث، ما أظن أن أحدًا من أهل بيته مثله زهادة وخيرًا ودينًا، وكان ثقة، فَهْمًا.
توفي رابع عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمس مئة. انتهى.
٨٨٣ - (ت ٥٥٦ هـ): إبراهيم بن دينار بن أحمد بن الحسين بن حامد بن إبراهيم، أبو حكيم، النَّهْرَواني، الرزَّاز، الفقيه، الحنبلي، الفَرَضي، الزاهد، الحكيم، الورع.
ذكرته في "القطف" بما ملخصه: هو شيخ، صالح، نزل باب الأَزَج، وله هناك مدرسة منسوبة إليه، تفقه على أبي الخطاب الكَلْوَذَاني. وكان حسن المعرفة في الفقه والمناظرة، تخرَّج به جماعة، وانتفعوا به لِخَيْره وصلاحه، وسمع أبا الحسن علي بن محمد العلاف، وأبا القاسم علي بن محمد بن بيان، وغيرهما. وحدَّث ودرَّس وأفتى. وروى عنه أبو الفرج بن الجوزي وقال: لقي أبا الخطاب الكَلْوَذَاني وغيره من المشايخ، وتفقَّه وناظر وسمع الحديث الكثير، وكانت له في علم الفرائض يَدٌ حسنةٌ، وكان من العلماء العاملين بالعلم، وكان كثير الصيام والتَّعبد، شديد التواضع، مؤثرًا للخمول، وكان المثل يضرب بحلمه وتواضعه، وما رأينا له نظيرًا في ذلك.