تقدمت ترجمةُ أبيه سنة اثنتين وتسعين ومئتين وألف، ولد المترجَم في بلد البُكَيْريَّة، من قُرى القصِيْم، ونشأ بها، فحفظَ القرآنَ، ثم اشتغَلَ في طلب العِلم، فأخذ عن أبيه الشيخ عبد الله، والشيخ صَعْب بن عبد الله التُّوَيجري البُرَدِي، وغيرهما، وولي إمامة الجامع والخطابة في جامع البُكَيرية، وكذلك الأذان به، وكان حسنَ الصوتِ في الأذان جدًا، وكذلك ولي تدريسَ الأطفال وتعليمَهُم القرآن، وكان محمودَ السِّيرةِ، ذا تُقى ودِينٍ وورعٍ واجتهادٍ، ذا أخلاقٍ حسنةٍ، ومحاسنُه جمةٌ، وتوفي سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة وألف. هكذا أخبرني بذلك أخوه الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله الخليفي.
٢٩١٢ - (ت ١٣٢٣ هـ): الشيخُ عبد الله بن محمد بن دُخَيّل - تصغير دخيل - النَّجديُّ، الحنبليُّ، القاضي، والمدرِّس في بلد المذنب، قريةٌ من قُرى القصِيم، أخبرني عبد الله بن عبد العزيز بن دخيِّل أنه توفي سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاث مئة وألف. وجدت بخط الشيخ سُلَيمان بن حمدان أنَّ الشيخ عبد الله بن بليهد، ذكر أن وفاتَه سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة وألف.
٢٩١٣ - (ت ١٣٢٤ هـ): الشيخُ محمد بن عبد الله بن سليم النَّجْديُّ القصَيْميُّ البُرَدِيُّ، الحنبلي.
ذكره الشيخ سُليمان بن حمدان فيما قرأتُه بخطه، فقال: هو العالمُ الفاضِلُ، قاضي بُرَيْدة، رحل في طلب العِلم إلى الرِّياض، فقرأ بها على الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وابنه عبد اللَّطيف، ورحل إلى شَقْرَا، فأخذَ عن الشيخ عبد الله أبا بُطَين، وقرأَ عليه، وأكثر القراءةَ عليه، وأخَذَ عن غيرِهم، وتولَّى قضاءَ بُرَيدة من قِبَل عبد العزيز بن محمد آل اعليَّان أميرها، ثم من قِبَلِ مهنَّا أبا الخيل، ثم ولَّاه ابنُهُ حسن، ثم انتقل إلى عُنَيْزَة في تلك المدة لسبب، وهو أن أعرابيًا سَرق وتحقَّق لدى الشيخ حدُّ القطع، فقطعت يدهُ بأمره، فجاء ابن ذلك الأعرابي يُطَالبُه بقطعِ يدِ والِدِهِ، وكان للأعراب في ذلك المدَّة هَيْبَةٌ، وهناك أيضًا في بُرَيْدة أناسٌ يبغضون الشيخَ ويقصِدُونَ أذاه، فذكروا للأعرابي أن الذي قُطِعتْ يدُ أبيك بأمره الشيخ، فكَمَن له قاصدًا قَتْلَه، فجاء الشيخُ من أنذره، فخرج من ذلك الوقتِ، وسَكَنَ عُنَيْزَة، ثم لما استولى محمد بن رشيد ولَّاه قاضيًا في بُرَيْدَة