للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالروايات الكثيرة على أبي الحارث أحمد بن سعيد العسكري، وغيره. وسَمِعَ الحديث من أبي علي الرَّحْبِي وغيره، وكتب الكثير بخطه الحسن لنفسه، وللناس، وشهد عند الرَّيْحاني، زمن النَّاصر، وكان الخليفةُ الناصر أذِنَ لولده الطاهر برواية مسند الإِمام أحمد عنه بالإِجازة، وأذن لأربعة من الحنابلة بالدخول عليه للسَّماع، أحدهم عبد العزيز هذا، فحصل له به أُنْس، فلما أفْضَتِ الخلافةُ إليه، وَلَّاهُ النظر في ديوانِ التركات الحشرية، فسار فيها بأحسنِ سيرة، وَرَدَّ تركاتٍ كثيرة على النَّاس.

قال الناصح ابن الحنبلي: كان إمامًا في القراءة وفي علم الحديث، وسمِعَ الكثير، وكتب بخطه الكثير، وهو يصوم الدهر لقيتُه ببغداد في المرتين.

وقال ابن النجَّار: كان كثيرَ العبادة دائم الصوم، والصلاة، وقراءة القرآن، مذ كان شابًّا، وإلى حينِ وفاتهِ، وكان مُسارِعًا إلى قضاءِ حوائج النَّاس، والسَّعي بنفسه إلى دور الأكابر في الشَّفاعات، وفَكِّ العُنَاة، وإطلاق المعتقلين، بصدرٍ منشرحٍ، وقلبٍ طَيِّبٍ، وكان محبًا لإِيصال الخير إلى النَّاس، ودفعِ الضُّرِّ عنهم، كثير الصدقة، والمعروف، والمواساة بماله، في حال فقره، وقلة ذات يده، وبَعْدَ يساره، وسَعَةِ ذاتِ يده. وكان على قانونٍ واحدٍ في ملبسه لم يُغَيِّرْه، وكان ثقةً، صدوقًا، نبيلًا، غزيرَ الفَضْلِ أحسنَ الناس تلاوةً للقرآن، وأطيَبَهم نغمةً، وكذلك في قراءة الحديث، وتوفي ليلة الاثنين السادس والعشرين من صفر، سنة سبعٍ وثلاثينَ وسِتِّ مئةٍ ببغداد، ودُفِنَ بجانب معروف الكَّرْخِي. انتهى.

وذكره ابن رجب (١) بترجمةٍ حسنةٍ جدًا، وكذا ابنُ الجزري في "الغاية" (٢).

١١٧٢ - (ت ٦٣٧ هـ): إسماعيل بن إبراهيم بن غازي، الماردِيْني، الحنبلي، المعروف بابن فارس.

ذكره صاحب "كشف الظُّنون" (٣) وقال: إنه توفي سنة سبعٍ وثلاثين وست مئة،


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢١٧.
(٢) غاية النهاية: ١/ ٣٩٣.
(٣) كشف الظنون: ١/ ٦٦٤.