للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"ثَبْتِه": والدُّعاءُ عندَ قَبره مُستجاب، له تصانيفُ نافعةٌ دالَّةٌ على فِقْههِ وعِلمهِ وبَرَكَتِهِ. لَهُ مَغارَةٌ في زاويَتِه، انقطَعَ عن الخَلْق فيها. انتهى.

وذكره السَّخاوي في"الضَّوء اللامع" (١): كَعادَتِه، وحاصِلُ ما قالَهُ: هو أبو بَكر بن داود تقيُّ الدِّين، أبو الصَّفاء، الدَّمشقي، الصَّالحي، الحنبلي، والد عبد الرحمن، ويُعرف بابنِ داود. صَحِبَ جماعةٌ، منهم الشِّهابُ أحمد بنُ العَلاء أبي الحَسن، الأُرْمَوِيُّ الصَّالِحِي، ولَقِيَ بأَخَرة الشِّهابَ ابن الناصح، والبِسطَامي، وحجَّ، وزارَ بَيْتَ المَقدس. سمعَ منهُ ولَدُه بطَرابُلُسَ، سَنة خمسٍ وثمانِ مئة. وتسلَّك به غيرُ واحد، وأنشأ زاويَة حَسَنة بالسَّفْح فوقَ جامِع الحَنابِلَة، وتواتَر عنهُ كُرامات، معَ إلمامِهِ بالعِلم، واتِّباعه للسُّنَّة. مات في سابع عشر رمَضان، سَنة ستًّ وثمان مئة. انتهى.

قلتُ: قولُ الأحدَب: إنَّ الدُّعاء عندَ قَبرِه مُستجاب، فيه نظر، وليسَ قبرُه أو قبر غَيرهِ مَوضِعَ دُعاء واستِجابَة، بَل لا يَجوزَ قَصدُها للدُّعاءِ عِندَها، وهَذِه مُبالغةٌ أوقعَ المُؤَرِّخون والقَبُورِيُّون العامَّة في الشِّركِ بسَببِها، فنسأل الله العافِية.

وللمُترجَم مُصنَّفاتٌ كَثيرة، ذكرَ ابنُ العِماد، والسَّخاوي منها: "قاعِدَة في السَّفر"، و"الوَصِية النَّاصِحَة"، لم يُسبَق إلى مِثلها، و"النصِّيحة الصَّالحة"، و"أدب المريد والمراد".

وقالَ في "إيضاح المَكنون" (٢)، و"هديَّة العارفين" (٣): له "الإغفال" في غَريب الحَديث. و"الدُّرُّ المُنتقى المرفوع في أوراد اليوم والليلة والأُسبوع" رتَّبه لأصحابِه في مُجلَّد، ثُمَّ شرحَهُ ولدُه عبدُ الرَّحَمن، وسمَّاهُ "تُحفة العُبَّاد".

٢٠٦٩ - (ت ٨٠٦ هـ): عبدُ الصَّادق بنُ محمَّد، الحنبلي، الدِّمشقي.

قال ابنُ العِماد (٤): كانَ من أصحابِ ابنِ المُنجَّا. وَليَ قضاءَ طَرابُلُس،


(١) الضوء اللامع: ١١/ ٣١.
(٢) إيضاح المكنون: ١/ ٥١.
(٣) هدية العارفين: ٥/ ٢٣٦.
(٤) شذرات الذهب: ٧/ ٥٨.