للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكره صاحب "السُّحب الوابِلة" (١) وقال: وُلِدَ في الأحْساء وَرَبَّاه الشيخُ محمد بن فَيْروز تربيةً بدنيةً وعلميةً، فأقرأه في أنواعِ العلومِ النَّقليَّة والعَقْلية، فَبَرع في الكلِّ وكان ذكيًا فَهْمًا، حريصًا، مجتهدًا، وفاق أقرانَه، وتَلْمَذَ له بعضُ أقرانِهِ بإشارة شيخهم، ولما أراد شيخُهُ الانتقالَ إلى البَصْرة استأذنه في المجاورةِ بالمدينة المنوَّرة، فأذِن له، وأَجازَهُ بإجازة منظومةٍ وأوصاه بوصايا، منها:

احذر تصب بعارِضٍ … من مَحْقِ أهل العارِضِ

ثم انتقل إلى المدينة المنورة، ثم نقله إبراهيم باشا إلى مصر، وتناظر هو وعلماؤها، فثبت، وعرف فضلَه، فجعلَه الباشا شيخَ المذهب الحنبلي، ومؤدِّب أولادِهِ في القلعة، فصار يقرئ ويدرِّس في الأزهر، وانفردَ بمذهب أحمد، ورحلَ إليه للأخذ عنه، وتوفي سنة سبعٍ وخمسين ومئتين وألف، وقد ناهزَ الثمانينَ بمصر، ودُفن بها. انتهى المراد من ترجمة طويلة أكثره طعن على الشَّيخ محمد وأتباعه، وقد رأيت بقلم العلامة سليمان بن حمدان ما نصه: أن ابن حميد لا شك أنه تحامل في دعواه، وإلا فالمترجم أحمد قد ظهر له صحة دعوة الشَّيخ محمد، ولذا لم يجب الباشا إلى طلبه، ولو كان كما ذكر عنه أنه أظهر الموافقة ظاهرًا وهو بضدِّ ذلك.

٢٨٣٠ - (ت ١٢٥٧ هـ): عبدُ القادر بن مُصطفى بن محمدِ بن أحمد، المشهور بالسَّفاريني، الحنبلي، حفيدُ العلَّامة محمد السَّفاريني.

ذكره صاحب "السُّحب" (٢) وقال: ولد بسفَّارين بعد سنةِ مئتين وألف، وبها نشأ، فقرأ على مشايخها ومشايخ جبل نابُلُس، ومدينتها، وحَفِظ متونًا في الفِقه، والعربية، ثم ارتحل إلى دمشق، فقرأ على مشايخها ولازمَ الشيخَ مصطفى الرُّحَيْباني شارح "الغاية"، وتخرَّج عليه في الفقه، وانتفع به، وقرأ عليه وعلى غيره في بقيةِ الفُنون، فمَهَرَ وبَرَع وفاقَ أقرانَهُ، بل ومَنْ هو أكبر منه، لما فيه من شدَّة الذَّكاء وسرعة الفَهْم، وجُوْدة الحِفْظِ، وأَقرَّ له أهل عصرِهِ، وتأهَّل للتدرِيس


(١) السحب الوابلة: ١/ ١٢٦.
(٢) السحب الوابلة: ٢/ ٥٨٥.