البخاري، والتقيَّ إبراهيم بن فضل الله الواسطي، وأخيه الشمس بن الكمال، وأحمد بن مؤمن الصوري، وعيسى المَغَاري، والعز إسماعيل بن الفراء وغيرهم، وحَدَّث بأكثر مسموعاته، وخرَّج له الياسوفي مشيخةً، وأجاز له النجم يوسف ابن المجاور، وعبد الرحمن بن الزمن، وزينب بنت مكي وغيرهم، وكان عبدًا خاشعًا ناسكًا من بيت الرواية والعلم والصلاح، حدث هو، وأخوه، وأبوه، وجده، وجد أبيه، وجد جده، وكان سريع الدَّمعة إذا قرئ عليه الحديث، حسن الإِصغاء إلى السماع، أمَّ بمدرسة جَدَّه أبي عمر بالسفح أكثر من ستين سنةً، وأسمع الحديث نحو خمسين سنةً، سمع منه الأئمة والحفاظ، وغيرهم، وكان صدوقًا خيَّرًا ديِّنًا، رِحْلةً، مسند الآفاق على الإِطلاق. توفي يوم السبت رابع عشر شهر شوال سنة ثمانٍ وسبع مئة، ودفن بروضة جدِّه أبي عمر في سفح قاسِيون. انتهى.
١٤٢٢ - (ت ٧٠٨ هـ): محمَّد بن عبد الرحمن بن شامة بن كوكب الطائي، السَّوَادي الحَكَمي - وحَكَم: بالفتح قرية من قرى السواد - الحنبلي الحافظ الزاهد، شمس الدين، مفيد مصر وحافظها.
قال ابن العماد (١): ولد في رجب سنة اثنتين وستين وست مئة، وسمع من أحمد بن أبي الخير، وابن أبي عُمَر وغيرهما، ورحل سنة ثلاث وثمانين إلى مصر، وسمع بها من العِزِّ الحرَّاني، وابن خطيب المزة وغيرهما، وبالإِسكندريَّة من ابن طرخان وجماعة، وببغداد من ابن الطبَّال وخلق، وبأصبهان، والبصرة، وحلب، وواسط، وعني بهذا الشأن، وحصَّل الأصول، وكتب العالي والنازل. قال الحافظ عبد الكريم الحلبي: كان إمامًا عالمًا فاضلًا، حسن القراءة، فصيحًا ضابطًا متقنًا، قرأ الكثير، وسمع من صِغَره إلى حين وفاته. وقال البِرْزالي: خالط الفقراء، وصارت له أورادٌ كثيرة وتلاوة، واستوطن ديار مصر وتزوج، وصارت له بها حظوةٌ وشهرةٌ بالحديث وقراءته، وكان معمور الأوقات بالطاعات. قال الذَّهَبي في "معجمه": هو أحد الرَّحَّالين والحُفَّاظ المكثرين، ودخل أصبهان طمعًا أن يجد بها رواةً فلَمْ يلْقَ