للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما فيها من الفَوائِد، وليسَ تجد كتابًا نظرَ فيه حَسنٌ المذكورُ، إلَّا وعليه في كُلِّ ورقَة منه إشاراتٌ على ما فِيها من فائِدة. ذكر لي أنَّه أخذَ العِلمَ عن جماعةٍ، منهم: أحمد بن محمد القُصَيِّر، وغيرُه. وتوفِّي سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومئة وألف. ورأيتُ في بعضِ التَّواريخِ أنَّ وفاتَه تأخَّرت إلى سَنةِ ثلاثٍ وعشرينَ ومئة وألف. وقيل: أربع وعِشرينَ. انتهى.

وذكرهُ صَاحِب "السُّحب الوابِلة" (١)، فقال: هو حَسنٌ بن عَبد الله النَّجدي الأُشَيقِريُّ، بضمِّ الهَمزَة وفَتح الشِّين، نسبةً إلى أُشَيْقِر قرية بالوَشْمِ من نَجد. ويُعَرفُ بـ بَا حُسَيْن. قرأ على مشايخ نَجدٍ ومَنْ وردَ إليها، وحَجَّ وأخذَ عن عُلماءِ مكَّة، والوارِدينَ إليها، وأجازَ له جمعٌ، وكانَ ماهرًا في الفِقه والفرائض، مُشارِكًا في غَيرِهِما، وكتبَ كثيرًا مِن الكُتُب الجَليلة بخطِّه الحَسَن المُتقَن المَضبُوط، وحَصَّلَ كُتُبًا كثيرةً نفيسةً في كُلِّ فَن، على كُل كتابٍ منها خَطُّه بتَهْميشٍ، وتَصحيحٍ، وإلحاقِ فَوائدَ وتنبيهاتٍ، مما يدلُّ على أنَّهَ طالعَها جميعًا، مُطالعةَ تفهُّمٍ وتأمُّلٍ. ودرَّسَ في بلدِهِ سنينَ عديدةً، وصارَ مَرجِعًا في الفِقه بتلك الدِّيار والجَهاتِ. وتوفَّي في بلده أُشَيقِر. انتهى.

٢٦٧٨ - (ت ١١٢٤ هـ): الشَّيخُ العالِم الفَقيه أحمدُ بن محمد بنِ حَسَن بن سُلطان الشَّهيرُ بالقُصَيِّر، بِضَمِّ القاف وفَتح الصَّاد المُهملة وكَسر الياء المُشدَّدة، بصِيغَة التصغير. النَّجديُّ الأُشَيْقِرِيُّ، نسبةً إلى أُشَيْقِر بضمِّ الهمزة من قُرى الوَشْم من نجد.

ذكره صاحِبُ "السُّحب الوابِلَة" (٢)، وقال: قرأ على الشَّيخ عَبد الله بنِ ذَهْلَان، وأخيه الشَّيخ عبدِ الرَّحمن، وغيرِهما من مُحقِّقي أهلِ نَجد. ومهَر في الفِقه، وبرعَ فيه، وبَهرَ في الفَهمِ، وكتب بخطِّه النَّيِّرِ المَضبوطِ كثيرًا من كُتبِ الفِقْه وغَيرِه. وأفتى، وكتبَ على المَسائِلِ كِتابةً حَسنةً، ودرَّس في بلَدِه، وانتفعَ به خَلقٌ، منهم: الشَيخُ عبدُ الله بن أحمد بن عُضَيْب. وتوفّي سَنَة أربعٍ وعشرينَ


(١) السحب الوابلة: ١/ ٣٥٣.
(٢) السحب الوابلة: ١/ ٢٢١.