للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ناصر الدين، الكِنَاني، العَسْقَلَاني، القاضي، الحنبلي.

قال السَّخاوي في "الضَّوء" (١): ولد سنة اثنتين وثمانينَ وسبع مئة تقريبًا، وحفظ القرآن وكتبًا، واشتغل، وتميَّز بوفور ذكائه، وتقدم في صناعة الوثائق والقضاء، وتنزل في الجهات، وحجَّ، ودخل الشام، وناب في القضاء عن المجد سالم وغيره، وناب في التدريس بجامع الحاكم عن والده، وكان قد سَمِعَ على أبيه وغيره، وأجاز له جماعة، وحدَّث، وسمع منه بعضُهم، ولم تُحمد أعمالُه أوَّلًا، وحَسُنت آخرًا بالنِّسْبَة لها أوَّلًا، ومات في جمادى الأولى سنةَ خمسين وثمان مئة. انتهى.

٢٢١٥ - (ت ٨٥٠ هـ): أحمد بن يوسُف المَرْداوي، شهاب الدين، أبو العَبَّاس الحنبلي.

قال ابن العماد (٢): هو الإمام الحافظ، المفنن العلَّامة، أحدُ مشايخ المذهب، أخذ الفقه عن الشيخ علاء الدين بن اللَّحام، وباشر القضاء بمَرْدَا مدَّةً طويلةً، وكان يُقْصَد بالفتاوى من كل إقليم.

ومن تلامذته الأعيان: شمسُ الدين العُلَيْمِي وغيره، وعُرِضَ عليه قضاء حلب فامتنع، واختار قضاء مَرْدَا، وكان يكتب على الفتاوى بخطٍّ حسنٍ، وعبارتهُ جيدةٌ تدل على تَبَحُّرِهِ وسعة علمه، وكان إمامًا في النحو، يحفظ "محرر الحنابلة"، و"محرر الشافعية"، فإذا سُئِل عن مسألة أجاب عنها على مذهبه، ومذهب غيره، وتوفي بمَرْدَا في صفر سنة خمسين وثمان مئة، وقد جاوز السبعين. انتهى.

وذكره السخاوي في "الضوء" (٣) وأطال في ترجمته، فمن ذلك قوله: ناب في القضاء ببلده بل وفي الشام أيضًا، وكان فقيهًا نحويًا، حافظًا لفروع مذهبه،


(١) الضوء اللامع: ١١/ ١٢٥.
(٢) شذرات الذهب: ٧/ ٢٦٧.
(٣) الضوء اللامع: ٢/ ٢٥٢.