للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحجة فيه؟ قال: قول إبراهيم حين وضع في المنجنيق مع جبريل حين قال: أما إليك فلا.

وسئل عن الفتوة فقال: ترك ما تهوى لما تخشى.

وبات عنده رجل فوضع له أحمد ماءً، فلما أصبح وجده لم يستعمله، فقال: صاحب حديث لا يكون له ورد من الليل؟! فقال له: أنا مسافر. فقال له: وإن كنت مسافرًا، حجَّ مسروق فما نام إلا ساجدًا.

وودَّعه رجل فقال: توصي بشيء؟ قال: نعم، اجعل التقوى زادك وانصب الآخرة أمامك. وكان يقول: عزيز عليَّ أن تُذيب الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن.

وكان يقول: انوِ الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويتَ الخير.

وسئل: بم بلغ القوم حتى مُدحوا؟ فقال: بالصدق. وكان يقول: ليس بتقي من لا يدري ما يتقي.

[أما كلامه في فنون مختلفة]

فكان يقول: يؤكل الطعام بثلاث: مع الإِخوان بالسرور، ومع الفقراء بالإِيثار، ومع أبناء الدنيا بالمروءة.

وكان يقول: إن لكل شيء كرمًا، وكرم القلوب الرضا عن الله عزّ وجلّ.

وكان يقول: إذا مات أصدقاء الرجل ذلّ. وكان يقول: لو كانت الدنيا لقمة ثم أخذها امرؤ مسلم فوضعها في فم أخيه المسلم لما كان مسرفًا.

ودخل عليه رجل كان يمارس المعاصي فسلم عليه، فكأن أحمد لم يرد عليه ردًّا تامًّا وانقبض منه، فقال له: لم تنقبض مني فإني قد انتقلت عما كنت تعهده مني؟ برؤيا رأيتُها، قال: وأي شيء رأيتَ؟ قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم كأنه على علو من الأرض وأناس كثير أسفل جلوس، فيقوم الرجل منهم إليه فيقول: ادع لي، فيدعو له، حتى لم يبق من القوم غيري، فأردت أن أقوم فاستحييت من قبيح ما كنت عليه، فقال