للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكره ابن العِمَاد (١) وقال: قال العُلَيْمِيُّ اعتنى بعلْم الحَديث كثيرًا ودأب فيه، وكان أُستاذًا في العَرَبيَّة، وله يدٌ طُولَى في التَّفْسير، وانتَفَع به النَّاس، وكان يقرأ على الشيخ عليِّ ابن زَكْنُوْن "ترتيب مُسْنَد الإمام أحمد" له، وكذلك غيرهُ من كُتُبِ الحَدِيثَ، وكان أُستَاذًا في الوَعْظ، وله كتابُ خُطَبٍ في غاية الحُسن، وتُوُفِّي في سَلخِ صَفَر، سنةَ سبعين وثمان مئة. انتهى.

وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء" (٢) وقال: ولد في صفر، سنة تسع وثمانين وسبع مئة، وحفظ القرآن، وكتبًا، واشتغل بالفِقْه والعَرَبيَّة وغيرِهما، حتى بَرَع وأشير إليه بالفَضَائل، وسَمِع وحَدَّث، ودرَّس وأفْتَى، ونظم يَسِيرًا، وجمع في أَشْهُر العام "ديوان خُطَب"، واخْتَصَره، واخْتَصَرَ "السِّيرة لابن هِشَام"، وعمل مَنْسكًا على مَذْهبه سَمَّاه "إيضاح المَنَاسِك"، وألَّف "تحْفة السَّاري إلى زيارة تميم الدَّاري"، وكتاب "محاسن المَسَاعِي في مناقب الأوَزاعي"، وكتاب "تُحْفَة السَّامع والقَاري في خَتْم صحيح البُخَاري" وغير ذلك، وكان خيِّرًا علَّامةَ بالفِقْه والعَرَبيَّة وغيرهما، مُفيدًا كثير التَّواضُع والدِّيَانة، مُحَبَّبًا عند الخاصِّ والعامِّ، تلمذ له كثيرٌ من الشَّافعيَّة مَعَ ما بَيْن الفريقَيْن من التَّنَافُر، فضلًا عن غَيرِهم، لمزيد عَقْله، وعَدَم خوضه في شيء من الفُضُول. مات ليلةَ الاثنين، تاسعَ عَشَر صفَر، سنةَ سبعين وثمان مئة. انتهى ملَخَّصًا من ترجمةٍ حافلةٍ.

٢٢٩٢ - (ت ٨٧٠ هـ): القاضي زَيْن الدِّين أبو الحسن، عليُّ بن شِهاب الدِّين أحمد الشَّيشينيُّ الحنبليُّ، الإمام العَلَّامة.

ذكره ابن العماد (٣) فقال: قال العُلَيْميُّ: كان من أهل العِلْم، فقِيْهًا مُفْتيًا، باشر نيابة الحُكْم بالدِّيار المِصْريَّة، وكان يكتب على الفَتْوى كتابَةً جيَّدةً، وأفتى في خَلْع الحِيْلة إنَّ العَمل على صحَّته ووُقُوعه، ورأيت خطه بذلك، وتقدَّم نظير


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٣١٠.
(٢) الضوء اللامع: ٢/ ٧١ - ٧٢.
(٣) شذرات الذهب: ٧/ ٣١٠.