للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٧ - (ت ٢٧٥ هـ): أحمد بن محمد بن الحجَّاج بن عبد العزيز، أبو بكر المَرُّوذِي.

قال النَّابلسي (١): كانت أمُّه مَرُّوذِيَّة، وأبوه خُوَارِزْميًّا. وهو المقدَّم من أصحاب أحمد لورعه وفضله. وكان أحمد يأنس به، وينبسط إليه. وهو الذي تولى إغماضه لمَّا مات، وغسَّله. وقد روى عنه مسائل كثيرة.

قال أبو بكر الخلَّال: خرج أبو بكر المَرُّوذي إلى الغزو، فشيَّعه الناس، إلى سَامُرَّاء، فجعل يردهم فلا يرجعون، فحزروا فإذا هم بسامراء سوى من رجع نحو خمسين ألفًا، فقيل له: يا أبا بكر، احمد الله، فهذا عَلَم قد نشر لك، فبكى ثم قال: ليس هذا العَلَم لي، إنما هذا عَلَمُ أحمد بن حنبل.

قلت: قال إسحاق بن داود: لا أعلم أحدًا أقوم بأمر الإِسلام من أبي بكر المروذي. وقال أبو بكر بن صدقة: لا تخدعن المرُّوذي فإني ما علمت أحدًا كان أذبَّ عن دين الله مثله.

وقال الخلَّال: سمعت أبا بكر المرُّوذي يقول: كان أبُو عبد الله يبعث بي في الحاجة فيقول: قل وما قلت فهو على لساني فأنا قلته.

قال الخطيب البغدادي، بعد ذكره (٢): هذا لأمانته عند أحمد.

وتوفي في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ومئتين. ودفن عند رجلي قبر أحمد بن حنبل. انتهى.

وذكره ياقوت الحَمَوي في "معجم البلدان" (٣) بترجمة حافلة ذكرناها في "القطف الدان" ومنها: كان أحمد يأكل من تحت يده. وكان إمامًا في الفقه والحديث. كثير التصانيف.


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ٣٢.
(٢) تاريخ بغداد: ٤/ ٤٢٣.
(٣) معجم البلدان: ٥/ ١١٢.