للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بمهاجاته لبعض معاصريه ثم قصد الكويت فمات فيها بالطاعون سنة سبع وأربعين ومئتين وألف، له كتاب في تاريخ نجد طبع باسم "تاريخ ابن لُعْبُون" ناقصًا أوَّله. انتهى.

٢٨١٣ - (ت ١٢٤٧ هـ): عبدُ اللطيف بنُ محمدٍ بنِ عليٍّ بنِ سلومِ التميمي، الحنبلي.

ذكره ابنُ حميد في "السحب" (١) وقال: وُلِدَ في بلد سَيِّدنا الزُّبَيْر على رأس القرن ظَنًا، ونشأ بها فقرأ القرآن، والعِلمَ، وحفظ مختصراتٍ، ودأب في الطَّلَب، وأكثرُ اشتغالِهِ بالفقه، حتَّى مَهرَ فيه، وقرأ على والِدِه في الفقه والفرائض، وعلى شيخ ذلك العصرِ إبراهيمَ بنِ جديد وغيرهما، ثم تحوَّلَ مع والده إلى سوق الشُّيوخ، وهو على شاطئ الفرات، وحُكامُها مع تلك الجهات بنو المنتفق وهمُ المشهورون، فطلبوا من والده أنْ يُعِينَهُم على المذكور ليتولى قضاءَها وخطابتها، فامتنعا ولم يزالوا بهما حتى حلف شيخُ المنتفق إن لم يتولَّ عبدُ اللطيف لأُوَلِّيَنَّ فلانًا، لرجلٍ غيرِ صالح للقضاءِ ولا للإمامة، فرأى أن الأَمْرَ متعيِّنٌ عليه لئلا تضيع الأحكام بتولية أهل الجهل، والظلم، فرضِيَ وباشره بعفَّة وصِيَانَةٍ، وتثبتٍ وتأنٍّ في الأحكام ومراجعة والده فيما أشكل عليه، وباشر الإمامةَ والخطابةَ، والتدريسَ والوعظَ على الوجه الأَحْسَن، وكان مُحَبَّبًا إلى النَّاسِ الخاصِّ والعامِّ مكرَّمًا عند الحكام لا تردُّ له شفاعةٌ، ولا يُثلَمُ له جاهٌ لحُسْنِ أخلاقِهِ وورَعِهِ، وعفافِه وعبادَتِهِ، وجريه على نهج السَّلف الصَّالح باتباع السُّنَن النبويَّة، وحجَّ مِرارًا آخرُها سَنَةَ ستٍّ وأربعين ومئتين وألف، فوقع في مكَّة ذلك الوباءُ العظيمُ، وخَرَج من مكَّةَ على طريق الشرق، والوباءُ مع الحجاج، فلما وَصَلُوا إلى البُرُود جمعهم الشيخُ وصلَّى بهم ركعتين، ووعَظَهُم، وبَكَى، وأبكى، ودعا الله برفعِهِ فرفَعَهُ اللهُ من ساعتِهِ، ثم وَصَلَ بلدَهُ سالمًا، فوقع فيها الوَبَاءُ فأُصِيْبَ، وماتَ شهيدًا بالطَّاعون سَنَةَ سبعٍ وأربعين ومئتين وألف، ودُفِنَ خارجَ سوقِ الشيوخ عند والِدِه. انتهى.


(١) السحب الوابلة: ٢/ ٥٩٩.