وذكره ابنُ طُولون في "سُكردان الأخبارِ"، وقالَ: هو الشَّيخُ الإمامُ، العالِمُ العلَّامةُ، الهُمام الأوحَد، الخَطيبُ الفهَّامةُ، قدوةُ الزَّاهِدينَ، مُفتي المُسلِمينَ، أقضى القُضاةِ، تقيُّ الدَّين، أبو الصدق، يُعرَفُ بابنِ البَيْدَق. حَفِظَ القُرآنَ، ثم اشتغلَ على شَيخِ الحَنابِلَة التَّقيَّ بنِ قُنْدُس، وغَيرهِ. وأفتَى ودرَّس، وحصَّل، وبَرَعَ، وأخذَ عن النظَّام ابنِ مُفلِح، والشَّهابِ ابن زَيد، وغَيرِهما. وخَطَب بالجامعِ المُظفَّري سِنينَ، ونابَ في الحُكم فشُكِرَتْ سِيرَتُه، إلى أن توفَّي في يوم الجُمعةِ، ثاني عَشر ذي الحجة، سَنةَ تِسعٍ وتسعينَ وثمانِ مئة. ودُفنَ بالرَّوضَة، بِسَفْحِ قاسِيُون. انتهى مُلخَّصًا من ترجمةٍ حافِلَة.
٢٤٠٩ - (ت ٨٩٩ هـ): عَبد الكَريم بنُ عبد الرَّحمن بن أبي بكْر بن عَبد الله بن ظَهِيرَة بن أحمد بن عَطيَّة بن ظَهِيرَة، كَريمُ الدَّين، أبو المَكَارِم، القرشيُّ، المَكَّي الحَنبلي.
ذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء"(١)، وقال: ولدَ بزَبيد، في رَبيعِ الأوَّل، سنةَ خمسٍ وثلاثينَ وثمانِ مئة. وحَفِظَ القُرآنَ، و"الأربعينَ" و"الخِرَقِي". ودخلَ القاهِرَة مِرارًا، أوَّلها سَنة تِسعٍ وأربعينَ وثمانِ مئة، ولقيَ ابنَ حَجَر، والقاياتِي، وأخذَ في بَعضِ قَدماتهِ عن العِزَّ الكِنَانِي، وابن الرَّزَّاز، والبَدرِ البغدادِي في الفقهِ والحَديث، وغيرِهِما. وسمعَ على السَّيد النسَّابة، والبوتيجي، والجَلالِ بن المُلقَّن، والصَّلاح الحِكْرِيَّ، وغيرِهم. وتفقَّه بالشَّمسِ بنِ سَعيد القاضِي، والشَّهابِ بن زَيد، حينَ جاورَ، وانتفعَ به كثيرًا، وأخذَ عنِ التَّقيَّ بن قُنْدُس، والعَلاءِ المَرْداويَّ، وقرأَ عليه تصنيفَ "التَّنقِيح"، والتَّقيَّ الجراعي، وقرأ عليه "المُحرَّر" للمَجد، وأذِنَا لهُ بالإفتاءِ والتَّدريسِ، ونعمَ الرجلُ كانَ، خيرًا وَفضلًا، وتودُّدًا، وكثرةَ انجماعٍ، وذكرٍ للنَّاسِ بالجَميل. وعُيَّنَ لقضاءِ مكَّةَ، وتعلَّل، واستمرَّ حتَّى ماتَ، خامسَ عشرَ صفرَ، سنة تسعٍ وتسعينَ وثمان مئة. انتهى.
٢٤١٠ - (ت ٨٩٩ هـ): محمدُ بن حَسَن بن محمدِ بن عَبد القادِر،