للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[أما من تقدم في الصلاة عليه]

فقال عبد الله بن أحمد: صلى عليه محمد بن عبد الله بن طاهر. غلبنا على الصلاة عليه، وقد كنا صلينا عليه نحن والهاشميون داخل الدار قبل أن نخرجه.

[وأما كثرة الجمع الذين صلوا عليه]

فقال ابن أبي صالح القنطري: شهدت الموسم أربعين عامًا ما رأيت جمعًا قط أكثر من الجمع الذين حضروا جنازة أحمد بن حنبل.

وقال عبد الوهاب الورَّاق: ما بلغنا أن جمعًا كان في الجاهلية أو في الإِسلام مثله، حتى بلغنا أن الموضع حزر على التصحيح فإذا هو نحو من ألف ألف، وحزرنا على السور نحوًا من ستين ألف امرأة، وفتح الناس أبواب المنازل في الشوارع والدروب ينادون من أراد الوضوء، وكثر ما اشترى الناس من الماء فسقوه.

وكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وبعث أمير المؤمنين عشرين حازرًا ليحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل، فحزروا ألف ألف وثلاث مئة ألف سوى من كان في السفن. فهذا فضل عظيم. وقد قال أحمد رحمه الله: فرق ما بيننا وبين أهل البدع الجنائز.

أمَّا ما جرى عند حمل جنازته من مدح السنّة وذم البدعة:

فإنه لما صلَّى الناس على أحمد ظهر اللعن على الكرابيسي، فأخبر المتوكل بذلك فقال: من الكرابيسي؟ فقيل: رجل أحدث قولًا لم يتقدمه أحد. فأمره بلزوم بيته حتى مات. وكذا بشر المريسي فقد كثر لعنه أيضًا

وقال عبد الوهاب الوراق: أظهر الناس من جنازة أحمد بن حنبل السنّة والطعن على أهل البدعة، فسرَّ الله المسلمين بذلك على ما عندهم من المصيبة لما رأوا من العزّ وعلوّ الإِسلام، وكبت الله أهل البدع والزيغ والضلالة.

وأما ما خلَّف من التركة:

فمات رحمه الله ولم يخلِّف سوى ستة قطع أو سبعة كانت في خرقة، وخرقة كان يمسح بها وجهه قدر دانقين.