الأَرْدَبيلي عن رجاء بن مُرَجَّى، فقال الدارقطني: هذا محال، دخل رجاء بن مرجى بغداد سنة أربعين، ودخل حفص بن عمر سنة سبعين، فكيف سمع منه؟!.
وحكى الحسن بن شهاب نحو هذه الحكاية عن الدارقطني، وزاد: أنهم أَبْرَدوا بريدًا إلى أرْدَبيل وكان ولدُ حفص بن عمر حيًا هناك، فعاد جوابه: إن أباه لم يروه عن رجاء بن مُرَجَّى، ولم يره قط، وإن مولده كان بعد موته بسنتين. قال: فتبع ابن بطَّة النسخ التي كتبت عنه وغير الرواية، وجعل مكانها عن أبي البراء حبان، عن فتح بن شخرف، عن رجاء.
وقال أبو القاسم التنوخي: أراد أن يخرجني إلى عُكْبَراء لأسمع من ابن بطَّة "معجم الصحابة" للبغوي، فجاءه أبو عبد الله ابن بُكير وقال: لا تفعل، فإن ابن بطَّة لم يسمعه من البغوي. وقال الأزهري: عندي عن ابن بطَّة "معجم البغوي"، فلا أخرج عنه في الصحيح شيئًا، لأنا لم نر له به أصلًا، إنما رفع إلينا نسخة طريةً بخط ابن شهاب فقرأناها عليه. وقال الخطيب: حدثنا أحمد بن الحسن بن خيرون، قال: رأيت كتاب ابن بطَّة بـ "معجم البغوي" في نسخة كانت لغيره وقد حكَّ اسم صاحبها، وكتب عليه اسمه. انتهى ملخصًا.
أما تصانيفه: فقد ذكر النابلسي له كتاب "الإِبانة الكبرى"، وكتاب "الإِبانة الصغرى"، وكتاب "السنن"، و"المناسك"، و"الإِمام ضامن"، و"الإِنكار على من قضى بكتب الصحف الأولى"، و"الإِنكار على من أخذ القرآن من المصحف"، و"النهي عن صلاة النافلة بعد العصر والفجر"، و"تحريم النميمة"، و"صلاة الجماعة"، و"منع الخروج بعد الأذان والإِقامة لغير حاجة"، و"إيجاب الصَّدَاق بالخلوة"، و"فضل المؤمن"، و"الرد على من قال الطلاق الثلاث لا يقع"، و"صلاة النافلة في شهر رمضان بعد المكتوبة"، و"ذم البخل"، و"تحريم الخمر"، و"ذم الغناء والاستماع إليه"، و"التفرد والعزلة"، وغير ذلك.
٦٣٣ - (ت ٣٨٧ هـ): عمر بن أحمد بن إبراهيم، أبو حفص البرمكي الحنبلي.