للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الآخرة خرج من المسجد إلى منزله، وكنت أُذَاكرُه فربما ذكر تسعة أحاديث أو العشرة فأحفظها، فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أمْلِ علينا. فأمليها عليهم فيكتبونها.

وقال قتيبة بن سعيد: كان وكيع إذا صلى العتمة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيذاكره وكيع، فأخذ ليلة بعضادتي الباب، ثم قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سفيان. قال: هات. فقال: تحفظ عن سفيان، عن سلمة بن كُهَيل كذا وكذا؟ فيقول أحمد: نعم، حدثنا يحيى، فيقول: سلمة كذا وكذا؟ فيقول: حدثنا عبد الرحمن، فيقول: سفيان عن سلمة كذا وكذا؟ فيقول: أنت حدثتنا. حتى يفرغ من سلمة، ثم يقول أحمد: وتحفظ عن سلمة كذا وكذا؟ فيقول وكيع: لا. ولا يزال يلقي عليه، ويقول وكيع: لا. ثم يأخذ في حديث شيخ شيخ، فلم يزل قائمًا، حتى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: خذ أي كتاب شئتَ من كتب وكيع من المصنف، فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإِسناد، وإن شئت بالإِسناد حتى أخبرك بالكلام.

أما ثناء مشايخه عليه:

فاعلم أن مخايل الإِنسان تلوح وتبين في صباه وبدوّ أمره ومنتهاه، وكانت مخايل العلم والتقى تظهر على أحمد في بدايته؛ ولذلك أثنى عليه مشايخه وقدموه.

قال أبو العباس النسائي: كان أحمد بن حنبل إذ جاء إلى المحدث استأذن لأصحاب الحديث حتى يسمعوا بسببه.

فمن مشايخه:

[يزيد بن هارون]

كان يزيد يصلي فجاء إليه أحمد بن حنبل، فلما سلم من الصلاة التفت إلى أحمد فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول في العارية؟ قال مؤداة، فقال له يزيد: أخبرنا حجاج عن الحكم قال: ليست مضمونة. فقال أحمد: قد استعار النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من