للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبيه أبي الحسن، وأبي محمد جعفر بن محمد بن أموسان، وغيرهما. وعُني بهذا الشَّأن. وقرأ الكثير على عمر بن كرم، ومن بعده. وكتب الكثير بخطِّه. قال الذَّهبي في "تاريخه": هو الحافظ المُفيد، كتب الكثير وأفاد. وسمع منه الحافظ الدِّمْيَاطِيّ، وذكره في معجمه. وشهد عند محمود الرَّيحاني، ثم إنه امتُحِنَ لقراءته شيئًا من أحاديث الصِّفات بجامع القَصْر، فسعى به بعض المُتَجهِّمَة، وحُبِسَ مُدَيْدَة، وأُسقِطت عدالتهُ، ثم أُفرِج عنه. وأعاد عدالتَه ابنُ مُقْبِل، ثُمَّ أُسقِطت، ثم أعاد عدالته قاضي القُضاة أبو صالح، فباشر ديوان الوَكَالة إلى آخر عمره. توفي بكرة يوم السَّبت، ثالث عشري ربيع الآخر، سنة تسع وأربعين وست مئة. ودفن بباب حَرْب، وكان له جمع عظيم، وشُدَّ تابوتُه بالحِبَال، وأكثرَ العَوَام الصِّياح في الجنازة، هذه غايات الصالحين. انتهى. قال ابن السَّاعي: لم أرَ مِمَّن كان على قاعدته فُعِلَ في جنازته مثل ذلك، فإنه كان كهلًا يتصرَّف في أعمال السُّلطان، ويركب الخيل، ويحلِّي فرسه بالفضَّة، على عادة أعيان المُتَصرِّفين. انتهى. وقال ابن رجب: حصل له ذلك ببركة السُّنَّة، فإنَّ الإمام أحمد قال: بيننا وبينهم الجنائز. انتهى.

وقد ذكره ابن رجب (١) بنحوه.

١٢١٢ - (ت ٦٤٩ هـ): محمد بن مُقْبِل بن فُتِيَان بن مَطَر، النَّهْرَوَاني، ابن المَنِّي، سيف الدِّين، أبو المظفَّر بن أبي البدر، الإِمام الفقيه، المفتي الحنبلي ابن أخي شيخ المذهب أبي الفتح ابن المَنِّي.

قال ابن العماد (٢): ولد ببغداد سنة سبع، وقيل: تسع وستين وخمس مئة، خامس رجبها. وقرأ بالرِّوايات على ابن البَاقِلَّاني بوَاسِط. وروى عنه جماعة، منهم شُهْدَة، وعبد الحق اليُوسُفِيّ. وتفقَّه على عمِّه ناصِح الإِسلام، وأبي الفتح ابن المَنِّي. وتأدَّب بالحَيْص بَيْص الشَّاعر، وغيره. وناظر في المَسائل الخلافية. وأفتى، وشهد عند القُضَاة. وكان حسنَ المناظرة، مُتَديِّنًا، مشكور الطَّريقة، كثير التِّلاوة للقرآن.


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢٤٧.
(٢) شذرات الذهب: ٥/ ٢٤٦.