للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقته. قال القطيعي: كان من أهل الدين والصلاح، وقال ابن النجَّار: كان شيخًا فاضلًا، متديِّنًا، صدوقًا أمينًا. انتهى المراد منه.

٩١٠ - (ت ٥٦٩ هـ): الحسن بن أحمد بن الحسن الهَمَذاني، المقرئ، الحنبلي، الحافظ، أبو العلاء العطَّار، الأستاذ، شيخ هَمَذان وقارئها وحافظها.

قال ابن الجوزي (١): له المعرفة التامة الحسنة بالقراءات، والأدب، والحديث، وسافر في طلب العلم، وحصَّل الكتب الكثيرة، وهو مشهود له بالسيرة الجميلة. انتهى.

وقال ابن العماد (٢): رحل، وحمل القراآت والحديث عن الحدَّاد، وقرأ بواسط على القَلَانِسي، وببغداد على جماعة، وسمع من ابن بَيَان وطبقتهِ، وبخُراسان من الفراوي وطبقته.

قال الحافظ عبد القادر الرُّهاوي: شيخنا أبو العلاء أشهر من أن يُعرَّف، بل يتعذَّر وجود مثله في أعصار كثيرة، وأول سماعه من الدُّوني سنة خمس وتسعين وأربع مئة، برع على حُفَّاظ زمانه في حفظ ما يتعلق بالحديث من الأنساب، والتواريخ، والأسماء، والكُنى، والقصص، والسير، وله التصانيف في الحديث والرقائق، وله في ذلك مجلدات كبيرة، وكان إمامًا في العربية، سمعت أن من جملة ما حفظ في اللغة كتاب "الجمهرة"، وخرج له تلامذة في العربية أئمة، منهم إنسان كان يحفظ الغريبين للهروي. ثم أخذ عبد القادر يَصِفُ مناقب أبي العلاء، ودينه، وكرمه، وجلالته، وأنه أخرج جميع ما ورثه، وكان أبوه تاجرًا، وأنه سافر مرات ماشيًا، يحمل كتبه على ظهره، ويبيت في المساجد، ويأكل خبزَ الدُّخْن، إلى أن نشر الله ذكره في الآفاق.


(١) مناقب الإِمام أحمد: ٦٤١، والمنتظم: ١٠/ ٢٤٨.
(٢) شذرات الذهب: ٤/ ٢٣١.