وقال ابن رجب: ولد يوم السبت رابع عشر ذي الحجة، سنة ثمان وثمانين وأربع مئة.
وقال ابن السمعاني في حقه: حافظ متقن مُقرئ، فاضل حسن السيرة، مَرْضيُّ الطريقة، عزيزُ النفس، سخي بما يملك، مُكْرِمٌ للغرباء، يعرف القراآت والحديث والأدب معرفة حسنة، سمعت منه.
وذكره ابن الجوزي في طبقات الأصحاب، وذكر في آخر كتاب "التلقيح": أن أبا العلاء كان هو محدَّث عصره ومقرئه، وكان لا يغشى السلاطين، ولا تأخذه في الله لومةُ لائم، ولا يُمكَّن أحدًا أن يعمل عنده أو في مجلسه منكرًا أو سماعًا، وتوفي ليلة الخميس لسبع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى، سنة تسع وستين وخمس مئة ببغداد. انتهى.
وذكره ابن الجزري في "الغاية"(١) وأطال في ترجمته جدًا، ومما قال في ترجمته: هو الإِمام الحافظ، الأستاذ، أبو العلاء الهَمَذاني العطَّار، شيخ هَمَذان، وإمام العراقيين، أحد حفَّاظ العصر، ثقةٌ دَيَّنٌ خَيَّرٌ، كبير القدر، اعتنى بهذا الشأن أتمَّ عناية، وألَّف فيه أحسن كتب، ومن وَقَف على مؤلفاته علِمَ جلالةَ قدره، وعندي أنه في المشارقة كأبي عَمْرو الدَّاني في المغاربة، بل هذا أوسع رؤيةً منه بكثير، مع أنه في غالب مؤلفاته اقتفى أثره، وسلك طريقه. وقد أطال ابن الجزري في ترجمته في ذكر مناقبه، ومشايخه، وتلامذته، ورحلاته، وغير ذلك، وقد ذكر له من ذكرنا مصنفات عدة، منها: كتاب "زاد المسافر" في الحديث، و"القراآت" خمسون مجلدًا وكتاب "الغاية" في القراآت العشر، وكتاب "الوقف والابتداء"، وكتاب "الماآت"، وكتاب "التجويد"، وأفرد قراآت الأئمة أيضًا، كلُّ مُفْرَدة في مجلد، وكتاب "الانتصار في معرفة قُرَّاء المدن والأمصار"، وله غير ما ذكروه ككتاب "أصول المآب في الذيل على طبقات القراء" عشرون مجلدًا، و"غاية الاختصار في قراءة العشر لأَئمة الأعصار"،