للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مستحسنةٍ، وحدَّث، سمع منه الفُضَلاء، وولي بلده مِرارًا، وتوفي في ثامن عشر ذي القعدة، سنة أربعٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى.

٢١٨٩ - (ت ٨٤٤ هـ): عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم الحنبلي، زين الدين المعروف بأبي شَعَر.

قال ابن العماد (١): هو الشيخ الإمام العَلَّامة، القدوة الحافظ، نشأ على خيرٍ ودينٍ، واشتغل على الشيخ علاء الدين بن اللَّحَّام، وأذن له بالإفتاء شمس الدين القُبَاقِبي، وحضر زين الدين ابن رجب، وعني بالحديث وعلومه، وكان أستاذًا في التَّفْسير، وله مشاركةٌ جيدةٌ في الفقه، والأصْلَيْن، والنحو، وكان متبحِّرًا في كلام الشيخ تقي الدين ابن تيميَّة، إلى أن وقع له كائنةٌ مع بعض النَّاس، فلَزِم بيته بصالحية دمشق، وعكفتْ عليه جماعةٌ كثيرةٌ، وانتفعوا به، وكانت هيئته تذكَّر بالسَّلف الصَّالح، وله كشفٌ سريع، وصبرٌ في حقِّ الله تعالى. توفي في ثامن عشري شوال، سنة أربعٍ وأربعين وثمان مئة، ودفن بالرَّوْضة قريبًا من الشَّيخ موفَّق الدِّين. انتهى.

وقال السَّخَاويُّ في "الضَّوء" (٢): عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم بن سليمان زين الدين، أبو الفرج الدِّمشقيُّ الصَّالحيُّ الحنبلي، علامة الزَّمان، وترجمان القرآن، وناصح الإخوان، ويعرف بأبي شَعَر، ولد سنة ثمانين وسبع مئة، وقيل: سنة ثمانٍ وثمانين في ثالث عشر شعبان، وحفظ القرآن و"الخِرَقي" وغيره، وتفقَّه بجماعة منهم: الزين بن رجب، والشهاب بن حَجِّي، وسمع من عبد القادر بن إبراهيم الأُرْمَويِّ، والجمال بن الشرائحيِّ، وعائشة ابنة عبد الهادي في آخرين، بل سمع من ابن حَجَر هو وابنه إبراهيم، واغتبط شيخنا ابن حَجَر بقدومه عليه، وبَرَزَ لتلقِّيه حافيًا، وكان إمامًا علامةً، متقدِّمًا في استحضار الفقه، واسع الاطّلاع في مذاهب السَّلف، ومعرفة أحوال القوم، ذاكرًا لنُبْذَةٍ من الجرح والتعديل، عفيفًا نَزِهًا، وَرِعًا متقشِّفًا، منعزلًا عن الناس، معظمًا


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٢٥٣.
(٢) الضوء اللامع: ٤/ ٨٢.