للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكره صاحب "السحب الوَابِلَة" (١) وقال: قال الشَّيخُ محمد بن فيْرُوز: وأُشَيقِر بَلَدُ آبائِنا أولًا، قَدِمَ المُتَرْجَمُ علَيْنا وقَرَأ على الوَالد "مُخْتَصر المُقْنِع" إلى أثْنَاء الفَرَائض، ثم تَوَفَّى اللهُ الوالدَ، فابتدأ على الفَقِير من أول "الْمُنْتَهى" حتى أكْمَلَهُ، وكان فَقِيهًا تقيًّا صَالِحًا، دَمِثَ الأخْلاق، وله مَلَكَةٌ تامَّةٌ في عِلْم الفِقْه والفَرَائض والحِسَابِ، ومنَ العَرَبيَّة ما يَحْتاج إِلَيْه، وله تألِيْفٌ رَدّ به على طَاغِية العَارِض، انْتَقَاه من كلام شَيْخ الإسْلَام ابن تَيْمِيَّة، وتلمْيذه ابن القَيِّم، ثم طَلب مِنِّي أهل الزُّبَير أنْ آذَن لهم أنْ يَكُون لهم إمامًا وخَطِيبًا ومُفْتيًا، فأذِنْتُ لَهُم، فسَار إليهم، وكان عِنْدَهُم مكرَّمًا، مُعَظَّمًا في تِلْك الجِهَات، مَقْبُول القَوْل حتَّى تَوَفَّاه اللهُ تَعَالى شَهِيْدًا بالطَّاعُون آخر ذي الحجة، سنةَ سَبْعٍ وثمانين ومِئةٍ وأَلْفٍ انتهى.

وذكر ابن رَشيد في "تاريخ الكُوَيْت": أنَّه وُلِيَ القَضاء ببَلد الكُوَيْت، وأنَّه أوَّل قاضي حَنْبليَّ، تولى القضاء بها.

٢٧٢١ - (ت ١١٨٧ هـ): عَبْد الله بن شحادة، السَّفَارِيْني النَّابُلُسِيُّ، الشَّهير بالحَطَّاب، الحَنبليُّ.

ذكره الغَزِّي (٢) وقال: هو الشَّيْخ العَالِم، الذكيُّ المَاهِرُ، المُتَفَنِّن المُتْقِنُ، المُحَصِّل اللَّبِيْبُ الأَوْحَدَ، زَكيُّ الدِّين، أخذ عَن عَالمِ الدَّيار النَّابُلُسيَّة الشَّيْخ محمد السَّفَارِيْني، ثم قَدِمَ دِمَشق، وأقام بها للأخذ والتَّحصِيْل، فأخذ الفِقْهَ وأصُولَهُ عن شَيخنَا الشهاب أحْمَد بن عَبْد الله البعْليِّ، والعَرَبيَّة عن الشِّهاب أحْمَد بن علي المنينيِّ، قرأ عليه "مُغْني اللَّبيْب" بطَرَفَيْه، والأصول عن المُحَقِّق عَليْم الله بن عَببْد الشكُور الهِنْدِيِّ، نزِيلِ دِمَشقِ، ثم رَجَع إلى دِيَارِهِ، وكان يكْتُب الخَطَّ الحَسَن، وكتب بخطه "الأسَاس في اللّغَة، للزَّمَخْشريِّ، وما زال مُنْقَطِعًا عن النَّاس في خِدْمةِ شَيْخه السَّفارينيِّ المَذْكُور حَتَّى اختَرَمَتْه المَنِيَّةُ، وكانَ نَحِيْف الجِسْم، ومَعَ ذلك كانتْ له قُوَّةٌ زائدةٌ على التَّهَجُّد، وقِيَام اللَّيْل، وتِلَاوَةِ القُرْآن، وله فهم رَائِق، وشِعْر فائِقٌ، ومُحَاضَرة لطِيْفةٌ تُؤْذِنَ برُتْبةٍ مُنِيْفَة، وكانتْ


(١) السحب الوابلة: ٢/ ٦٦٨.
(٢) النعت الأكمل: ٣٠٠.