للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن العماد (١): قدم بغداد بعد الثلاثين والأربع مئة، وسمع الحديث من أبي إسحاق البَرْمَكِيَّ، وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، حتى بَرع في الفقه، ودرس في حياته. وشهد عند الدَّامَغَانِيّ هو والشَّريف أبو جعفر في يوم واحد، سنة ثلاث وخمسين، وزكَّاهما شيخُهما أبو يعلى. وتولَّى يعقوب القضاء بباب الأَزَج، والشهادة سنة اثنتين وسبعين. ثم عَزَلَ نفسَه عنهما، ثم عاد إليهما سنة ثمان وسبعين، واستمرّ إلى موته. وكان ذا معرفة تامَّة بأحكام القضاء، وإنفاذ السِّجلات، متعفّفًا في القضاء، متشدَّدًا في السُّنَّة. قال ابن عقيل: كان أعرفَ قضاة الوقت بأحكام القضاء والشروط. وله المقامات المشهودة بالديوان، حتّى يُقال: إنّه كَعَمرو بنِ العاص، والمُغِيْرة بن شعبة، من الصحابة، في معرفة الرأي. وذكره ابنُ السَّمْعَاني، فقال: كانت له يد قوية في القرآن والحديث والمحاضرة. قرأ عليه عامَّةُ الحنابلة ببغداد، وانتفعوا به. وكان حسنَ السَّيرة، جميل الطّريقة. قال ابن العماد: توفي سنة ثمان وثمانين وأربع مئة. انتهى.

وذكره ياقوت في "معجم البلدان" (٢)، وابن رجب في "طبقاته" (٣)، وقال: له تصانيف في المذهب، منها: "التعليقة في الفقه" في عدَّة مجلَّدات، وهي ملخَّصة من تعليقة شيخه القاضي أبي يعلى، وتفقَّه عليه من الأصحاب: القاضي أبو خَازِم، وأبو الحسين ابن الزَّاغُونِيّ، وأبو سعد المُخَرِّمي، وطَلْحَة العَاقُولي، وغيرهم. انتهى المراد منه.

٧٣٤ - (ت ٤٨٦ هـ): عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد، أبو الفرج الشِّيرازِيّ، الحنبلي، المعروف بالمَقْدِسِيّ.

قال النابلسي (٤): صحِبَ القاضي أبا يعلى، وتردَّد إلى مجلسه سنين عديدة،


(١) شذرات الذهب: ٣/ ٣٨٤.
(٢) معجم البلدان: ١/ ٣٨١.
(٣) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٧٣.
(٤) مختصر طبقات الحنابلة: ٤٠١.